ماذا يعني وجود الأمير محمد بن سلمان في الأرجنتين ليمثل دولة ضمن أقوى اقتصاد عشرين دولة¿ وماذا يمثل هذا بالنسبة للمملكة العربية السعودية وبالنسبة لولي العهد الشاب¡ صاحب الطموح الكبير¡ الذي وصف شباب بلاده بأنهم مثل "جبل طويق"¡ هذا الطموح غير المحدود هو ما يحرك غيرة وحسد الآخرين..
من الواضح أننا في المملكة العربية السعودية نواجه حالة جديدة من العلاقات مع دول العالم ومع الدول العربية ودول الجوار¡ والأكيد أن هذه الحالة الغريبة التي نشاهدها اليوم لم تكن وليدة اللحظة¡ أي أن هذه المواقف المعادية والحاقدة لم تتولد نتيجة لحدث معين بل كانت غائرة في النفوس وتنتظر اللحظة المناسبة للظهور¡ وهذا ما حدث¡ فحادثة الكاتب السعودي جمال خاشقجي التي مر عليها أكثر من شهرين مازالت تقدم لنا دروسا يومية حول أهمية الاعتماد على الذات والتركيز على مصالحنا الاستراتيجية أولا ثم بعد ذلك يأتي العالم¡ كل العالم¡ بل يجب أن تعلمنا هذه الأزمة أن ننزع العاطفة عنا ونغلب مصالحنا على أي اعتبار. نحن بلد يملك الموارد البشرية والطبيعية وهو قبلة للمسلمين ومحط رحالهم طوال العام ولسنا بحاجة إلى تعاطف أحد¡ فقط نحتاج أن نكتشف مواطن قوتنا ونظهرها للعالم. يأتي حديثي هذا مع زيارة سمو ولي العهد¡ -حفظه الله-¡ إلى الأرجنتين للمشاركة في قمة العشرين¡ فهذه الزيارة رسالة للعالم بأن سموه مازال القائد القوي الملهم للأمة السعودية وأنه لا يهاب من ما تعوي به بعض الجهات المجندة للهجوم على المملكة. أنه يقول للعالم أنه ماض في طريق التغيير والإصلاح مهما حاول الأعداء وضع العراقيل أمامه.
ماذا يعني وجود الأمير محمد بن سلمان في الأرجنتين ليمثل دولة ضمن أقوى اقتصاد عشرين دولة¿ وماذا يمثل هذا بالنسبة للمملكة العربية السعودية وبالنسبة لولي العهد الشاب¡ صاحب الطموح الكبير¡ الذي وصف شباب بلاده بأنهم مثل "جبل طويق"¡ هذا الطموح غير المحدود هو ما يحرك غيرة وحسد الآخرين¡ فقد عاش هؤلاء على أمل "موت السعودية" فإذا بهم يواجهون شابا مجددا أعاد لهذه الدولة حيويتها وشبابها¡ ومازال يعمل وسيظل يعمل بإذن الله من أجل إعادة الشباب الكامل لبلاده. إنها صدمة كبيرة للمتربصين ببلادنا¡ لم يفيقوا منها حتى الآن¡ لذلك كان أهم الاهداف بالنسبة لهم هو الإطاحة بهذا الشاب الطموح ولكن هيهات أن يحققوا هذا الهدف فقد نسوا أن الشعب السعودي بأكمله¡ والشباب منهم على وجه الخصوص¡ يؤمنون بهذا الرجل ويرون فيه القائد المجدد ويساندونه حتى آخر رمق.
زيارة ولي العهد للأرجنتين ليست تحديا للعالم الحر بل هي رسالة بأن هذا الرجل لم يفعل ما يجعله يخشى أي شيء. إنه يخاطب العقلاء في العالم بأن لغة الإعلام الجائر الممول من قبل جهات مشبوهة لن تفلح في جعل السعودية تعود للوراء¡ وأنها مستمرة في تحقيق أهدافها الكبيرة وحجز مقعدها بقوة ضمن الدول الكبيرة والمؤثرة في العالم. أما بالنسبة لقضية خاشقجي فهي تسير في مجراها الطبيعي أمام أجهزة القضاء ومن عنده أي دليل غير ما يعرفه العالم فليخرجه للعلن ليطلع عليه الجميع. إنها زيارة تأكيد الثقة في النفس وتأكيد ثقة الشعب السعودي في قيادتهم وتأكيد ثقة العالم في المملكة العربية السعودية¡ الدولة التي مدت أياديها لجميع شعوب العالم ووقفت معهم في مصابهم وساندتهم في أزماتهم.
المملكة تعلمت الكثير من قضية خاشقجي¡ وبالتأكيد وعت الدرس جيدا بأن كيانها ووجودها هو المستهدف¡ وأن الشعارات الفارغة التي يتغنى بها البعض ماهي إلا بضاعة تخدم أغراضا محددة وأنه سرعان ما تتبدل الشعارات وتتغير الوجوه وتختلف الألسنة إلا إذا كانت السعودية هي المستهدفة. الدروس العظيمة التي تعلمناها ستغير الكثير من بنية التفكير لدى قيادتنا وستجعلها تعيد التفكير حتى في المكون المؤسسي الذي يصنع الحقائق عن بلادنا. فقرار إنشاء مركز للتواصل والاستشراف المعرفي لم يأت من فراغ¡ إنه جزء من الدرس الكبير الذي تعلمناه من الأزمة الحالية وإن كنت مازلت أتمنى أن نتخذ قرار إنشاء مؤسسة الدراسات السعودية في خارج المملكة وفي الولايات المتحدة على وجه الخصوص لما لهذه المؤسسة من أهمية لبناء "لوبي سعودي عالمي" يساند المملكة وقت الأزمات. لن أكتفي بما قاله الشاعر: "جزى الله الشدائد كل خير.. عرفت بها صديقي من عدوي"¡ بل أزيد عليها إن الشدائد علمتنا كيف نعيد ترتيب علاقتنا مع العالم وكيف نعيد ترتيب بيتنا الداخلي وكيف نفكر في المستقبل بعقلانية. دون شك أن الأزمات تجعلنا نرى بوضوح أكثر ونبدأ نرى بكل شفافية مواطن الخلل وهذا ما سيحدث بإذن الله.




http://www.alriyadh.com/1721980]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]