تلقيت دعوة كريمة من نادي الأحساء الأدبي لإلقاء محاضرة ضمن البرنامج الوطني الذي ينفذه النادي: «معاً لحماية الوطن من رؤوس الفتن» وتركوا لي اختيار موضوع المحاضرة فعنونتها بـ: «المملكة العربية السعودية التاريخ والمستقبل».
والحقيقة أنَّ الذي كان في البال: «المحاضرة « لا شيء قبلها ولا شيء بعدها¡ وما دريتُ أن المحاضرة ستكون جزءاً من هذه الزيارة التي استغرقت ثلاثة أيام 11 ــ 13 ربيع الأول 1440هـ.
رأيت في الأحساء الكرم الذي ضرب بأطنابه في ربوع تلك الواحة.. واحة النخيل. رأيت فيها السماحة التي تراها العين في قسمات الوجوه قبل أن تتكلم الألسن وتخبر الصدور. رأيت الشباب لا يقلون عن الشيب ندى وضيافة وكرماً¡ فالأخلاق فيهم متوارثة¡ والكرم في نواصيهم معقود. رأيت شيئاً لحظه الفكر¡ وتوقف عنده الخاطر «الثقافة العالية» في المجلس الواحد ــ وقد جلست عدة مجالس ما بين ظهر وأصيل وعتمة في ثلاثة أيام ــ في المجلس الواحد يتقلب الحديث في فنون من العلم والمعرفة. رأيت حبَّ الوطن يفيض ويتمطى. رأيت حبَّ الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- الذي دخل الأحساء في سنة مباركة على الأحساء وعلى المملكة. يعرفون أين وقف¿ وأين تحرك¿ وأين أخذ البيعة¿ وكيف تلقاها¿ يذكرون تلك الذكرى العاطرة¡ وهم يدعون ويثنون.
وعوداً إلى السماحة: هم يدركون أهميتها¡ ويدركون ــ وهذا شيء طيب رائع ــ أهمية أن تتوارثها الأجيال¡ ومن التوفيق أنها ــ أي السماحة ــ كانت محوراً من محاور المحاضرةº وإن كنت في ذلك كمن يستبضع التمر إلى هجر والبرود إلى عدن¡ رأيت في الأحساء معالم أثرية وتاريخيه وثقافية لا يستوعب هذا المقال الحديث عن واحد منها.
جئت إلى هذا النادي الأدبي¡ ولست بالشاعر ولا الأديب فارتجلت مقدمة هي مثل النسيب في القصيد¡ أردت بها أن أتلطف إلى الأدباء في معقلهم¡ قلت فيها:
جئت إلى هذه المحافظة ولكنها واحة الأحساء
وجئت إلى هذا النادي ولكنه ملتقى الأدباء
جئت لأقول الكلمة المباشرة.. وإنهم ليحبون الشعر والشعراء
فاسمحوا لي أن أقول كلماتي بمعيار الأشياء
فأنا ذاك الذي قرأ الفقه وترواه
لكنه ما أنشد الشعر ورواه
وإن كان ليحبه ويتمناه
آه من مواقف كان يختصر عليه الكثير
لو كان يقوى على بيت من قصيد
كذاك الرجل الذي.. الخ
وانتهت الزيارة بقلب تجدد حباً للأحساء وأهلها.




http://www.alriyadh.com/1722067]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]