جاء الأمر الملكي بتعيين الأمير سلطان بن سلمان رئيساً للهيئة السعودية للفضاء مسدداً وعالي القدر والمقدار لتمكين رجل سبح في الفضاء مسبحاً اسم الله حين ارتاد الفضاء كأول عربي مسلم كانت له الريادة والسبق.
والهيئة تعنى بكل ما يتعلق بالنشاط الفضائي. وتعيين الأمير سلطان رئيساً تمكين لخبرة عملية وعلمية كون الرجل ضابطاً سابقاً في القوات الجوية الملكية السعودية ثم طياراً مدنياً هاوياً محترفاً¡ وهنا جاء قرار القيادة محققاً شمولية النظر في مسارات التحول الوطني بتمكين التخصص والمهنية والدربة والدراية.
كنت تلقيت كتاب "الخيال الممكن" من الأمير ومضيت في قراءة وتصفح واستقراء زادني علماً ومعرفة أوسع بفكر أبي سلمان¡ واتصالاً متصلاً بالتنشئة والتربية التي نهل منها الأمير من رجل الدولة والقرار الملك سلمان والتي تجلت في منح الثقة ونقل التجارب وتعميق أهم روافد المعرفة ألا وهي القراءة ثم القراءة ثم الالتزام بالوقت والتوقيت.
كتاب "الخيال الممكن" ليس سيرة حياة عملية ولا تسجيلاً لمراحل تأسيس العمل¡ بل هو وثيقة مذكرات وشهادة ميدان سجلت للأجيال تجربة عملية بسرد علمي غير مخل ولا ممل.
قبل سلطان بن سلمان تكليفه بمهمة العمل في السياحة¡ كما قال في ص47: لأمرين: أولهما بناء صناعة اقتصادية خدمية واجتماعية وثقافية تسعى لاكتساب ثقة المواطن وتحقق القبول الاجتماعي والمؤسسي لتكون بإذن الله نواة لمسار اقتصادي وطني منتج.. وثانياً: بناء مؤسسة قادرة على تطوير وتحريك ودفع هذه الصناعة الكبيرة بما يستحق من الحيوية وخلق الشراكات التي يمكن أن تسهم بإنجازها.
وللوقوف على كيفية قبول أخي الأمير سلطان التحدي لتولي عمل السياحة ليس فقط بما عليه أبناء أجيال هذا الوطن من مغالبة الصعوبات والصعاب وشيدوا كيانات شامخة في أصعب الظروف.
كان عشق الطيران مهنة واحترافاً دافعاً قوياً للتحرك والعمل لديه حيث أشار في ص49: لقد ساعدتني مهنة الطيران في تطوير قدراتي في مجال رؤيتي للأشياء حتى على مستوى الرؤية الفكرية والذهنية والثقافية.
وقد سجل الأمير سلطان بن سلمان بتوثيق ذي مرجعية مهمة من خلال شهادات أبطال ميدان من القادة لهذا الوطن في دعم مسيرة السياحة والآثار من الملك فهد والملك عبدالله والأمير سلطان - رحمهم الله - والملك سلمان - أعزه الله - فكان كتاب "الخيال الممكن" حقيقة ومنهجاً ومسار حياة.
من المآثر التي تسجل للأمير سلطان قدرته في استقطاب فقهاء ووعاظ ليقفوا على مواقع أثرية كان ذلك دافعاً لتحريك أعمال التنقيب والحفاظ على ما كاد يندثر.
إن كان كتاب أستاذي غازي القصيبي - رحمه الله - "حياة في الإدارة" سيرة ومساراً في تحقيق الأهداف¡ فإن كتاب سلطان بن سلمان يعتبر إدارة للحياة والتطوير والتنوير.




http://www.alriyadh.com/1742081]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]