روح الأخوة العربية بكل معانيها وأصالتها ووحدة الدم التي لم تلوثها النعرات الطائفية والإيمان الكامل بوحدة المصير والتاريخ المشترك وسمو الأهداف النبيلة المتفق عليها والاحترام المتبادل بين الأشقاء مبادئ وقيم راسخة تؤمن بها المملكة في تعاملها مع العراق ومع أبنائه الشرفاء المخلصين لوطنهم العربي الأبي..
تعرض العراق للاحتلال الأجنبي والتخطيط الممنهج لتفكيك مؤسساته السيادية وتقسيم وحدته الجغرافية¡ فعارضت المملكة تلك السياسات الأجنبية والمخططات التدميرية التي تتعارض مع أسس ومبادئ القانون الدولي واحترام سيادة واستقلال الدول. تعرض العراق لمؤامرات خارجية وضيعة سعت لتفتيت بنيته الاجتماعية وبث الفتنة المذهبية والطائفية والعرقية بين أبنائه¡ فطالبت المملكة المجتمع الدولي بأهمية احترام سيادته السياسية وعدم التدخل في شؤونه الداخلية والمحافظة على وحدته الاجتماعية ومساندته للتغلب على كل أسباب الفتنة المذهبية والطائفية والعرقية. تعرض العراق لمخططات عدائية عنصرية دنيئة هدفت لعزله عن محيطه العربي وعملت على تفتيت بنيته الاجتماعية وتغير ثقافته العربية الأصيلة¡ فوفقت المملكة بأصالتها العربية مع عروبته المتجذرة في التاريخ وثقافته العريقة عراقة التاريخ. تعرض العراق لمؤامرات الميليشيات الطائفية ولضربات التنظيمات والجماعات المتطرفة والإرهابية ولممارساتها وسلوكياتها الإجرامية والسادية التي أزهقت الآلاف من الأرواح البريئة ودمرت الكثير من المنشآت المدنية¡ فنادت المملكة المجتمع الدولي بوجوب الوقوف معه في وجه المؤامرات الإرهابية ومساندته للدفاع عن أبنائه الأبرياء والمحافظة على بنيته التحتية.
عاد العراق لأبنائه العراقيين الشرفاء وعاد له استقراره السياسي والأمني وعاد مع ذلك أمل أبنائه بمستقبل واعد لدولتهم ومجتمعهم¡ فبادرت المملكة لمساندته في كل ما يحتاجه وطالبت المجتمع الدولي بأهمية الوقوف مع أبنائه الأوفياء لتاريخهم العريق ولعروبتهم الأصيلة ولأمجادها المعهودة.
روح الأخوة العربية بكل معانيها وأصالتها ووحدة الدم التي لم تلوثها النعرات الطائفية والإيمان الكامل بوحدة المصير والتاريخ المشترك وسمو الأهداف النبيلة المتفق عليها والاحترام المتبادل بين الأشقاء مبادئ وقيم راسخة تؤمن بها المملكة في تعاملها مع العراق ومع أبنائه الشرفاء المخلصين لوطنهم العربي الأبي. هذا الثبات في سياسة المملكة تجاه العراق وأبنائه الكِرام يُفسر العودة السريعة والقوية والمتميزة للعلاقات بين الدولتين. هذا المنهج الأصيل في سياسة المملكة بدعم وحدة وسلامة العراق والتطلع لرؤيته آمناً ومستقراً مزدهراً دفعت قائد الأمة العربية والإسلامية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- للوقوف بنفسه على عودة العلاقات ورئاسة أول اجتماع للمجلس التنسيقي السعودي - العراقي وليعبر عن رؤيته وتطلعاته وآماله برؤية عِراق يعمل بكل طاقاته لخير أبنائه وأمته العربية.
فمما جاء في كلمته -أيده الله- في افتتاح الاجتماع الأول للمجلس التنسيقي السعودي - العراقي¡ بحضور كل من دولة الدكتور حيدر العبادي رئيس وزراء جمهورية العراق¡ ووزير الخارجية الأميركي السيد ريكس تيلرسون¡ الذي بثته "واس" في 22 أكتوبر 2017م قوله -حفظه الله-: "إننا نواجه في منطقتنا تحديات خطيرة تتمثل في التطرف والإرهاب ومحاولات زعزعة الأمن والاستقرار في بلداننا مما يستدعي منا التنسيق التام لمواجهة هذه التحديات. إننا إذ نبارك لأشقائنا في العراق ما تحقق من إنجازات في القضاء على الإرهاب ودحره والذي شارك فيه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية الصديقة وتشارك فيه المملكة ودول شقيقة وصديقة¡ لنؤكد دعمنا وتأييدنا لوحدة العراق الشقيق واستقراره مؤملين معالجة الخلافات داخل البيت العراقي من خلال الحوار¡ وفي إطار الدستور العراقي. إن حضورنا اليوم يعكس اهتمامنا جميعاً بهذا المجلس¡ وما نعلقه عليه من آمال في تطوير العلاقات وتعزيزها بين شعبينا وبلدينا الشقيقين في كافة المجالات. وإن الإمكانات الكبيرة المتاحة لبلدينا تضعنا أمام فرصة تاريخية لبناء شراكة فاعلة لتحقيق تطلعاتنا المشتركة. إن ما يربطنا بالعراق الشقيق ليس مجرد الجوار والمصالح المشتركة وإنما أواصر الأخوة والدم والتاريخ والمصير الواحد...".
هكذا يكون الاحترام بين الأشقاء والتعامل بين الأخوة. محبة صادقة ورغبة أخوية ومساندة معلنة وتطلع مشروع ودعم غير محدود وآمال معقودة لرؤية العراق دولة عربية أبية فاعلة في محيطها العربي والإقليمي. فعودة العراق لمكانته العربية الأبية يفرح لها كل عربي شريف ويدعمها كل صاحب فكر معتدل ومنهج سوي.
وفي الختام من الأهمية التأكيد أن المملكة تقف دائماً مع أشقائها العرب في كل الظروف وفي جميع الأوقات وفي مختلف المناسبات والأحداث. فسجلات التاريخ وأحداث الزمان تشهد أن المملكة لم تتخلَ في يوم من الأيام عن أشقائها العرب ولم تساوم على مستقبلهم أو تتنازل عن حقوقهم¡ وإنما كانت دائماً الأخ العضيد والسند القوي والصديق الصدوق لجميع العرب دولاً وأفراداً. على هذه المبادئ والقيم الأصيلة تأسست المملكة¡ وعلى هذه المبادئ والقيم الراسخة نتطلع أن تكون العلاقات بين جميع الدول العربية. فالدم العربي لن يصونه إلا أبناؤه¡ والكرامة العربية لن يحميها ويدافع عنها إلا أبناؤها الشرفاء المخلصون.




http://www.alriyadh.com/1751609]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]