سعدت جدا بخبر تجاوز الفنان خالد سامي مرحلة الخطر من الأزمة الصحية التي ألمت به. حزنت جدا أن يكون الخبر المهم عن خالد سامي هذا العام دخوله المستشفى. تعودنا في أعوام سابقة أن تكون أخبار خالد سامي مفرحة ومبهجة وتقود إلى السعادة. ولكن قضاء الله سيأتي حتى وإن تحصن البشر في بروج مشيدة.
يبدو أننا نتحرك دراميا في مرحلة تحول. الكبار سنا من الفنانين يضعفون ولكن مع الأسف لا نجد فنانين شبابا يحلون مكانهم بحضور قوي. علينا أن نشكر روتانا على تبنيها مسلسل شباب البومب. حسب علمي هو المسلسل الوحيد الذي يعبر عن الفترة التي نعيشها وعن الجيل الممتلئ بالحيوية والحياة بغض النظر عن الجودة. إذا استبعدنا الآراء المختلفة سنلاحظ أن نسبة مشاهدة المسلسل على اليوتيوب عالية.
ما يعتبر سخيفا بذوق اليوم سيصبح أساسيا ومرجعا في المستقبل. أي شيء جديد سيقابل من الجيل المسيطر برفض طبيعي. يضع الجيل المسيطر تجاربه ونجاحاته معيارا يقيس به أي أعمال جديدة والمجتمع كعادته يميل إلى المحافظة¡ وبالتالي سوف يؤيد الجيل المسيطر في موقفه. ما نظنه اليوم جيدا علينا أن نتذكر أنه كان سخيفا في بداية تشكله.
زمن تفكك سيادة الجيل المسيطر يشي بسرعة حركة التطور والتقدم. مع الأسف أرى أن هناك تباطؤا في التحول ولنا مثال على التباطؤ من فن الموسيقى والغناء. حتى الآن ومحمد عبده سيد الحفلات الرسمية الفارهة. يليه الجيل الذي تلاه مثل رابح صقر وراشد الماجد. من الصعب أن يجرؤ منظم حفل على دعوة فنانين شباب وحدهم على المسرح. حتى في المناسبات الرسمية تقتصر الدعوات على كبار السن والكهول من قيادات الجيل المسيطر.
صراع بين القوة المهيمنة والمستقبل. لا نتعلم أن القوة تتلاشى والمستقبل آت لا ريب في ذلك. إن ما أصاب الفنان خالد سامي مؤشر على أن القوة تهن ثم تتلاشى ليحل محلها قوة جديدة. سرعة إحلال القوة الجديدة مكان القوة الزائلة هي المؤشر على حيوية المجتمع وتطوره.
ثمة لقب في أدبيات الفن الدرامي في مصر إذا أسبغ على الممثل فاعرف أن عالم الفن وضع هذا الممثل على الرف. صرت تعرف من لقب (الفنان القدير) أن هذا الفنان كبير في السن ولم يعد له مكان في مقدمة التتر. يؤتى به لسد الثغرات التي تتطلبها أدوار كبار السن أو يدعى للمشاركة من باب المجاملة لتاريخه المجيد أو ترزيقه إذا كانت حالته المادية تتطلب ذلك.
بين يدي قائمة بممثلين سعوديين من جيل السبعينات والثمانيات كم سننتظر ليحصلوا على اللقب الأخير (الفنان القدير).




http://www.alriyadh.com/1757879]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]