في 11 مارس 2011م ضرب اليابان زلزال عنيف بقوة تسع درجات وموجات تسونامي تسببت في أزمة فوكوشيما النووية¡ والتي وصلت لمرحلة خطيرة من التسربات الإشعاعية تضاهي أزمة تشيرنوبل.
خلال تلك الأزمة قامت الكثير من الدول بإعادة طلابها المبتعثين بشكل كامل أو تغيير وجهات بعثاتهم إلى دول أخرى. في ذلك الوقت عاد الطلاب السعوديون المبتعثون إلى اليابان من إجازتهم بعد أن استقرت الأوضاع¡ وجاءت دفعات جديدة للدراسة في الجامعات اليابانية.. ولطبيعة عملي كملحق ثقافي حينها سألني أصدقاء إعلاميون من البلدين: لماذا لم توقفوا البعثات إلى اليابان¿ أجبتهم بأننا في المملكة والعالم العربي ننظر بتقدير إلى التجربة اليابانية في النهوض من ركام ورماد الحرب العالمية الثانية وتجربة القنبلتين النوويتين في هيروشيما وناغازاكي بأيدي أبناء اليابان دون الاعتماد على موارد طبيعية حتى الوصول إلى مصاف الدول الصناعية المتقدمة والوصول إلى المرتبة الاقتصادية الثانية عالمياً لعقود من الزمن.. وبالنسبة للطلبة المبتعثين السعوديين¡ ستكون هذه فرصة ممتازة لمشاهدة وتعلم التجربة اليابانية في النهوض من أزمة فوكوشيما ليطبقوها مستقبلاً في صناعة المعجزة السعودية!
مرت ثماني سنوات من ذلك الوقت¡ فما الذي تغير في المملكة¿ في العام 2016م أعلنت المملكة عن رؤية 2030م وسعيها الطموح لصناعة اقتصاد جديد معرفي وقوي لا يعتمد على موارد النفط. ولعل من أهم ما يميز الرؤية السعودية ارتباطها بخطة تنفيذية ومتابعة دقيقة لتحقيق الأهداف المرحلية والاستراتيجية.. وحظيت الرؤية بتقدير واهتمام من دول العالم والشركات الصناعية الكبرى التي وجدت فيها فرصة لصناعة مستقبل أفضل للبشرية عبر فرص استثمارية وتجارية مميزة. ونجد ذلك في كلمات رئيس الوزراء الياباني السيد شينزو آبي في مقابلته مع جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 26 يونيو 2019م: "عندما زرت السعودية في العام 2013 بعد زيارتي في العام 2007¡ شعرت بتغيير في المجتمع¡ إن الإنجازات التي تحققت في رؤية السعودية 2030 أمر يسرّ اليابان¡ التي كانت ولا تزال تتعاون معها على تنفيذ هذه الرؤية"¡ ويكفيك أن المملكة هي الدولة الوحيدة التي أعلنت اليابان معها رؤية مشتركة كما حصل في الرؤية السعودية اليابانية للعام 2030م.
ومن الضروري هنا الإشارة إلى أن الطلبة السعوديين الذين عاصروا أزمة فوكوشيما وما بعدها يعملون اليوم مع أبناء وبنات الوطن في مختلف القطاعات الحيوية كصندوق الاستثمارات العامة ونيوم ومكتب الشراكات الاستراتيجية والوزارات والهيئات والشركات¡ كل في مجاله يقدم ما يستطيع لصناعة المعجزة السعودية..
وأختم بكلمات مهندس الرؤية الأمير محمد بن سلمان: "أي حرب يوجد معارك نخسر فيها¡ ولا نتوقع أن ننتصر في كل المعارك لكن لدى السعوديين همة¡ لدينا جبل دائماً نضرب فيه المثل اسمه (جبل طويق) لدى السعوديين همة مثل هذا الجبل¡ همة السعوديين لن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض".




http://www.alriyadh.com/1763012]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]