أيام من حياتك تعيش حالة مزاجية جيدة¡ وتشعر أن يومك أو أسبوعك يمضي بشكل سلس ورائع ومعنوياتك عالية "وودك تسوي أي شيء من زود الطاقة الإيجابية"¡ وتستعجل الوقت ليشرق الصباح¡ تذهب لعملك وأنت كلك طاقة وسعادة¡ وتتعامل مع زملائك بالعمل وأنت في قمة الحيوية والرغبة في التواصل والسعادة¡ ويعيش عقلك حالة من العصف الذهني والأفكار الإيجابية لتطوير العمل.. ثم فجأة تشعر بأن مزاجك تعكر¡ وانخفضت معنوياتك وطاقتك وما "ودك تصحى" لتذهب للعمل أو إلى أي نشاط اجتماعي¡ وإذا ذهبت ما "ودك تشوف أحد" وتحس أن الوقت طويل والأفكار في حالة من الجمود¡ وتشعر بحالة من الإحباط.. هذه نماذج للروح المعنوية العالية والإيجابية والروح المعنوية المنخفضة والسلبية¡ وأكيد سبق وسألت نفسك لماذا يحدث لي ذلك¿
في اليوم تمر بنا ونمر بالعديد من الأحداث والأفكار والمواقف الإيجابية والسلبية¡ ونقابل ونتعامل مع العديد من الأفراد سواء على مستوى الأسرة أو الأصدقاء وزملاء العمل والرؤساء¡ ونشاهد الأفكار السعيدة والحزينة والمواقف الكاذبة والصادقة والنفاق والإسقاطات الشخصية والأصحاء نفسياً وجسدياً وعكسهم.. وهكذا تمر بنا الأيام على هذه الحال¡ ولكنْ هناك مواقف وأفكار وأحداث نختارها¡ وهناك مواقف وأفكار وأحداث لا نختارها¡ وهناك علاقات يمكن اختيارها كالأصدقاء والزملاء والأزواج¡ وهناك علاقات لا يمكن اختيارها كالآباء والأمهات والأخوة ومن في حكمهم.. كل هذه الأمور سواء أحداثاً أو مواقف أو أشخاصاً أو أفكاراً هي من تجعلنا إما في حالة مزاجية عالية أو حالة مزاجية منخفضة ومحبطة وكئيبة¡ وهناك حالات مزاجية تمر بنا نتيجة تفاعلات شخصية¡ وأخرى نتيجة تفاعلات أكثر شمولية كالموضوعات الاجتماعية والوطنية¡ وكلما كان استبصار الشخص عالياً وذكاؤه الانفعالي والعاطفي والاجتماعي عالياً كان أكثر حساسية وتأثراً وتقلباً في المزاج¡ وأكثر تعرضاً للإحباط ثم الاكتئاب التفاعلي الذي يكون نتيجة التفاعل مع الأحداث السلبية.
اليوم على سبيل المثال والحصر هناك شخصيات نقابلها أو نتعامل معها تسمى في علم النفس الشخصيات السامة¡ وهذه الشخصيات تمتاز بالإحباط والكآبة ودائمة الشكوى المستمرة والانتقاد والنظرة السلبية والساخرة للعالم والطاقة العصبية والحزن والغضب والإسقاطات والتبرير.. هؤلاء في العموم لا يصنعون الأحداث والمواقف الإيجابية بل يشاهدونها ويتفرجون عليها وينتقدونها ويكثرون من التعجب والاستغراب تجاهها.. وإذا قدر الله لك أن تتعامل معهم باختيارك أو غير اختيارك فاعلم أنك ستكون إسفنجة لسلبياتهم وسمومهم¡ ويفضل أن تضع قائمة بالعلاقات السامة في حياتك¡ وخطة دقيقة سلوكية ومعرفية لطريقة التواصل مع كل واحد منهم على حدة¡ وعلى حسب درجة إلزامية الاختيار من عدمه.




http://www.alriyadh.com/1763305]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]