حملت زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود¡ إلى متحف مدينة هيروشيما التذكاري للسلام¡ ومشاهدة سموه صوراً للمدينة قبل وبعد تعرضها لقصف ذرّي في نهاية الحرب العالمية الثانية العام 1945 الكثير من الرسائل الضمنية التي تشدد على ما تؤمن به الرياض من مبادئ وقيم راسخة بأن أسلحة الدمار الشامل تهدد الأمن والسلم الدوليين¡ ومن ثم فهناك ضرورة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط والعالم من هذه الأسلحة على وجه السرعة.
وتفسر هذه المبادئ والقيم وجود المملكة على رأس قائمة الدول التي انضمت لمعاهدة منع الانتشار النووي¡ فضلاً عن انضمامها إلى اتفاقية الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية¡ وذلك إيماناً منها بأن الأمن والسلام في العالم بأسره لا يمكن أن يتحقق¡ بوجود مثل هذه الأسلحة التي تهدد وجود البشرية وإنما عن طريق تعزيز مشهد السلام والتعاون والتشاور بين الدول والسعي نحو تحقيق التنمية والتقدم.
وعبر تاريخها الحديث لا تتوانى المملكة عن بذل المزيد من الجهود السياسية والدبلوماسية التي تحقق بها إزالة الأسلحة النووية من منطقة الشرق الأوسط والعالم في إطار معاهدات وأطر قانونية وأخلاقية تهدف إلى التوصل إلى عالم خالٍ من السلاح النووي¡ ولعل حرص المملكة على إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل لدفعها في وقت سابق لتحذير المجتمع الدولي من التهاون مع إسرائيل¡ كونها الطرف الوحيد في المنطقة الذي لم ينضم لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية¡ وطالبت المملكة بأهمية إخضاع جميع منشآت الدولة العبرية النووية لنظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية¡ والحرص نفسه يدفع الرياض اليوم إلى منع إيران من امتلاك أسلحة نووية¡ تهدد بها جيرانها¡ وتنشر بواسطتها الإرهاب في العالم.
في الوقت نفسه¡ ترى المملكة حقاً أصيلاً لجميع الدول الاستخدام السلمي للطاقة النووية¡ وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإجراءاتها¡ وتحت إشرافها¡ ليس هذا فحسب¡ وإنما تشجع على تسهيل نقل التكنولوجيا والخبرات والمعدات المتعلقة بتطوير الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية¡ بما يخدم مصلحة الإنسان¡ ويعزز من تطبيقات الطاقة النووية كمصدر طاقة صديق للبيئة¡ ولم يقف الأمر عند هذا الحد¡ وإنما حثت المملكة الدول الرائدة في الصناعة النووية¡ على التعاون لإزالة العراقيل الموضوعة أمام نقل التقنية النووية إلى الدول النامية¡ وهو ما يكشف وبجلاء المواقف الإنسانية النبيلة للمملكة نحو كل أمر يرسخ السلام ويعزز التوافق بين البشر على اختلاف ثقافاتهم وأعراقهم¡ والأهم من ذلك نصرة الدول الفقيرة¡ ودعم حقها في العيش بسلام وأمن بجانب الدول الغنية والقوية.




http://www.alriyadh.com/1763652]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]