في مشهد من المسلسل الشهير ساينفلد يتفاجأ جيري أن صديقه جورج يتظاهر بالعمل في مكان عمله¡ ويشرح جورج الطريقة: لا أتركهم يرونني إلا متضايقاً. إنها طريقته في أن يمثل دور العامل بجهد وإخلاص¡ وإلا لو رأوه مسترخياً رغم عدم وجود عمل كثير لديه لظنوا أنه كسول.
ويبدو أنها نصيحة يتبعها اليابانيون دون قصد لأن السرعة في الحركة والعمل شيء أساسي لديهم¡ وحتى لو كان عمله لا يحتاج أي سرعة أو كان لديه فترات لا يوجد فيها عمل فعليه التظاهر على الأقل بطرق مضحكة لكنها شائعة: إذا طبع ورقة فربما تراه يركض للطابعة ولو كانت قريبة¡ يضرب بصوت عالٍ على لوحة المفاتيح ولو كان يكتب إيميلاً لا قيمة له¡ يصيح «نعم سيدي!» ويجري لمديره إذا ناداه حتى لو كان لشيء تافه.
هذا كله جزء من إدمان الياباني للعمل¡ جزء من نسيج شخصيته¡ فالياباني لا يجد نفسه إلا في العمل الشاق ويكره الراحة¡ حتى إنه لا يستخدم إلا نصف رصيده من الإجازات¡ وقد حاولت الحكومة اليابانية حث الناس على تقليل ساعات العمل¡ أحياناً بأن يخطب وزير العمل في عشرات المدن مشجعاً على ذلك¡ أو الدعايات التي تزين الاسترخاء منها دعاية تقول إن أخذك لإجازة دليل على كفاءتك¡ ولم ينفع شيء¡ فقالت وزارة العمل: نأمركم أمراً أن تأخذوا أسبوع إجازة! لا طائل. ووضعت إحدى الشركات ملصقات على جدرانها لمدير يصرخ غاضباً في الهاتف على الموظف: لو أتيت للعمل اليوم فأنت مفصول.
بل إن الياباني من إدمانه للعمل تأتيه أعراض الانقطاع تماماً كمن ينقطع عن المخدرات! العطلة الأسبوعية السبت والأحد¡ ويصف طبيب أحد مرضاه: هذا المحاسب يأتي لعيادتي كل جمعة بلا استثناء لأنه يشعر بألم حاد في مؤخرة رقبته¡ يقضي عطلة الأسبوع طريح الفراش¡ حتى إذا أتى الاثنين نهض نشيطاً معافى!
يبدو أنهم يحتاجون دورات لدينا لتخفيف هذا الإدمان.




http://www.alriyadh.com/1763315]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]