عندما يمر الإنسان بمرحلة إخفاق في حياته¡ فإن عليه ألا يتشاءم أو يحزن أو يضيقº لأن كل الأمور يقدرها الله - سبحانه وتعالى -¡ وعليه أن يتقبل أي وضع يترتب على ذلك¡ ثم عليه أن يدرس ويخطط ويبحث بهدوء وحكمة حيثيات الموقف¡ وينطلق ويتخذ الخطوات اللاحقة..**
وعندما يمر الإنسان بهذه المرحلة¡ فإن الناس يختلفون في نظرتهم إلى الأمر¡ فمنهم الدفاعيون والتبريريون الذين يلقون اللوم على الآخرين ومضايقتهم لهم¡ في محاولة لتبرير الإخفاق¡ وتبرئة النفس من أي قصور¡ وهؤلاء يستمرون في فشلهم¡ ولا يستفيدون من أخطائهمº لأن نظرية المؤامرة قد سيطرت عليهم¡ وأن الكل ضدهم¡ وأنهم كاملون في أدائهم وتوجهاتهم.
أما الأكثر نجاحا وتميزا وثقة بالنفس فهم أولئك الذين ينظرون إلى ذواتهم¡ ويراجعون أعمالهم¡ ويطورون من أدائهم¡ ويصلحون عيوبهم¡ وينطلقون إلى المستقبل بنظرة متفائلة¡ والاستفادة من المرحلة في مزيد من المراجعة والتقويم وتعديل السلوك والاندفاع للعمل.**
لذا فإن على الإنسان أن يدرك أن حسن النية ليس كافياً في مواجهة الحياة¡ وليدرك أن الطبيعة البشرية يغلب عليها المنافسة والتشاحن¡ وأنه كلما ارتفع الإنسان تكاثفت حوله الغيوم والمحن¡ وأنه كلما صعد الشجرة لا يرى الناس إلا عيوب الفرد لا كيف صعد هذه الشجرة..**
وكما قيل: (ذوو النفوس الدنيئة يجدون متعة في إيجاد أخطاء رجل عظيم)¡ ولهذا فالكرة تعود في مرمى الإنسان في مراجعة ذاته¡ وإعادة ترتيب حساباته¡ والانطلاق من جديد.
ويبقى أمر مهم للتغلب على الماضي وأخطائه¡ وهو عدم اجترار الأحداث¡ وتذكر المواقف وروايتها للتعبير والتنفيس¡ سواء كان مع ثقة¡ وهذا نادر حاليا¡ أو جليس مستمع ربما يتلذذ في معرفة محطات فشلك¡ وقد لا يكتفي بالسماع¡ وإنما يوظفها ضدك¡ ويستغل ثقتك في نشرها¡ والمبالغة في ذمك والإساءة لكº لهذا أحذفها من ذاكرتك¡ ولا تعيد تذكر المواقف والأحدث ولوم الآخرين أو لوم نفسك¡ وأن المفروض أن تصرفك كذا وكذا¡ بل بادر إلى العمل المثابر المنتج¡ وفتح آفاق الجد والاجتهاد والتفاؤل من أجل مستقبل أفضل.. والمستقبل أجمل بإذن الله.




http://www.alriyadh.com/1765334]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]