في هذا المقال سنناقش إمكانية إيجاد البديل لبيع البترول بغير الدولار. وكما هو واضح من الجزء الأول من هذا المقال. فإن البديل يجب أن يكون قادراً على أن يؤدي الدور المزدوج كوسيط للتبادل¡ ومستودع للقيمة. وكذلك أيضاً كوحدة للقياس المُوحّد لمختلف أنواع البترول.
يوجد ثلاثة بدائل للدولار عادة يرُددها بعض الكتاب والمُغردين وهي: الذهب¡ وحقوق السحب الخاص¡ وسلة من العملات.
الذهب: لا تتوفر فيه السيولة الكافية التي تحتاجها ضخامة المعاملات التجارية والمالية بين الدول. وهذا هو السبب الذي جعل دول العالم يتخلون عن الذهب لتغطية عملاتهم بعد الحرب العالمية الثانية¡ إضافة إلى مشكلات التخزين وصعوبة انتقاله (شحنه) من دولة لدولة. باختصار الذهب غير صالح أن يكون وسيطاً للتبادل كبديل للدولار.
حقوق السحب الخاص: وهو سلة من العملات لدى صندوق النقد تتكون من خمسة عملات (الدولار¡ واليورو¡ واليوان¡ والين¡ والاسترليني). لكنها ليست وسيطاً للتبادل. وإنما ذكرتها أنا هنا الآن لأن أوبك في منتصف السبعينات كانت تناقش إمكانية استخدام حقوق السحب (SDR) كمستودع للقيمة وليس وسيطاً للتبادل. كانت أوبك تريد أن تُبقي الدولار كوسيط للتبادل ولكن يتم تقييم البترول بحقوق السحب الخاص لتفادي انخفاض صرف الدولار حينذك.**ولكن اقتنعت أوبك حينها أن استخدام حقوق السحب الخاص غير عملي¡ ولا يحقق الغرض كمستودع للقيمة.
سلة من العملات: الكثيرون** يُطالبون بتبني سلة من العملات لبيع البترول كبديل للدولار¡ وهذه الطريقة لا تختلف عن حقوق السحب الخاص¡ أيْ لا تؤدي دور الوسيط للتبادل¡ لأن السلة تتكون من عدة عملات لكل عملة وزن معين (نسبة ثابتة) في السلة. فلنفترض أن سعر البرميل يساوي 100 وحدة من عملة السلة¡ فإن المشتري عليه أن يدفع 100 وحدة حسب وزن كل عملة في السلة على سبيل المثال: 45 دولاراً¡ و25 يورو¡ و15 يوان¡ و10 ين¡ و5 إسترليني. قد يقول البعض لماذا لا تكون السلة متساوية الوزن: 20 % (20 جزء) **لكل عملة من العملات الخمسة¿. لن يختلف الوضع وسندخل حينئذِ في متاهة كتوهان أليس في أرض العجائب.****
من المعروف أن جميع دول العالم الحديثة يوجد لديهم عملة واحدة تقوم بدور الوسيط للتبادل¡ ومستودع للقيمة¡ ووحدة للقياس داخل اقتصادها الوطني¡ كذلك نظام الاقتصاد العالمي يحتاج لوجود أداة واحدة يقبلها الجميع تقوم بنفس الدور الذي تقوم به العملة داخل الدولة الواحدة.
الخلاصة: الحل الوحيد لإيجاد أداة تحل مكان الدولار هو إيجاد أداة مقبولة بإجماع العالم تقوم بدور الاحتياطي والمرجع لعملات العالم. ومؤهلة أن تقوم بالوظائف الثلاثة (وسيط للتبادل¡ ومستودع للقيمة¡ ووحدة للقياس) التي تؤديها العملات الوطنية في داخل بلادها.
الأسبوع المُقبل - إن شاء الله - سنناقش محاولة الصين شراء البترول باليوان الصيني.




http://www.alriyadh.com/1765784]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]