العصر الذي نعيشه يسمى عصر السرعة¡ ولكنه حتى الآن غير متقدم ليواكب الإنترنت¡ فرغم التحسن الذي طرأ على المواصلات¡ فإنها لم تتطور خلال الـ30 عاماً الماضية بشكل كبير. ولذلك فحتى ينتقل العالم إلى عصر الإنترنت نراه يتوجه لتطوير المواصلات ووسائل النقل الجماعية حتى تختصر وقت الانتقال من مكان إلى آخر. وعلى هذا الأساس يخطط الأميركان والروس لتصنيع طائرات الركاب الفرط صوتية. ففي الولايات المتحدة يجري العمل على تصميم نموذج جديد لطائرة ركاب أسرع من الصوت تتسع لـ12 راكباً¡ تسمى "Aerion AS2". كذلك تتجه روسيا خلال الثلاثة أعوام القادمة لصناعة أول نموذج لطائرة الركاب الأسرع من الصوت¡ على أساس القاذفة الاستراتيجية من طراز "تو-160" المعروفة باسم "البجعة البيضاء". وهناك تسريبات عن اهتمام المملكة بهذه الطائرة.
والأمر لا يقتصر على الطائرات¡ وإنما يشمل قطارات الركاب. فهيئة المدن الاقتصادية في المملكة مثلاً¡ وقعت اتفاقية تعاون مع شركة فيرجن "هايبرلوب وان"¡ لإجراء دراسة جدوى تصنيع قطارات هايبرلوب "الكبسولة" التي هي عبارة عن منظومة نقل عالية السرعة¡ نتيجة دمج أنابيب منخفضة الضغط خالية من الهواء تربط بين محطتين¡ بحيث تندفع كبسولات الركاب¡ التي تحمل كل منها 20 راكباً¡ داخل الأنبوب بسرعات عالية على وسادة هوائية مضغوطة. ولذلك فإن استخدام هذه القطارات¡ التي تبلغ سرعتها 1200 كم في الساعة¡ من شأنه اختصار المسافات وتقليص زمن الرحلة¡ بحيث يمكن للمسافر من الرياض أن يصل إلى جدة خلال 50 دقيقة.
وهذا التوجه سوف يفرض نفسه بقوة على العالم في المستقبل. وأول ضحاياه¡ ربما يكون جواز السفر. فمثلاً إذا كانت المسافة في قطار الكبسولة بين الدمام والمنامة هي 5 أو 10 دقائق¡ فمن غير المعقول أن تتراوح إجراءات الجوازات والتفتيش والتأمين بين 30 إلى 50 دقيقة - و3 ساعات خلال عطلة الأسبوع. كذلك¡ فإن طائرات الركاب الأسرع من الصوت لن تناسبها الإجراءات الطويلة في المطارات. فإذا كان الزمن من نيويورك إلى لندن¡ على هذه الطائرات¡ هو 45 دقيقة على سبيل المثال¡ فهل يعقل أن تستغرق إجراءات المغادرة والوصول في المطارات وقتاً أطول - هذا بالإضافة إلى إجراءات استخراج تأشيرات السفر التي يحتاج بعضها إلى أسبوع أو ربما أكثر.
إن السرعة التي سوف تطال وسائل النقل سوف تجبر العالم على التفاعل معها. ولذلك¡ فإن آلية عمل المطارات ومحطات القطار وإجراءات السفر لا بد وأن تتغيرº لأنه من غير المعقول أن تتقدم وسائل المواصلات وتزاد سرعتها وتبقى إجراءات السفر كما هي عليه.




http://www.alriyadh.com/1769547]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]