إننا وعبر مشروع «نيوم» العملاق الواعد¡ أمام ظاهرة سعودية متكاملة¡ نكاد نجزم أنها غيرت تمامًا صورة الفكر النمطي والتقليدي داخليًا وخارجيًا لعقود كثيرة مقبلة¡ هذا المشروع هو فاتحته الأولى¡ وبالتأكيد ستتبعه أفكار أخرى تؤسس للتغيير الإيجابي المنشود..
يقولون إنَّ فكرة تطويع المكان بهدف تهيئته لاحتضان الإبداع¡ ليست جديدة¡ وإنما الجديد هو تطبيق هذه الفكرة.
هذا ما حدث بالضبط.. مزاوجة بين طبيعة الجغرافيا الفريدة من نوعها عبر الأراضي السعودية الغنية حضاريًا¡ والمتنوعة جغرافيًا وجيولوجيًا¡ وبين ذكاء الاستخدام وجرأة القرار.
ما بدا بالأمس حلمًا سعوديًا يداعب الخيال الجامح¡ أصبح اليوم واقعًا معاشًا وحيًا على الأرض¡ يترسخ ويتجدد بكل التفاصيل الصغيرة للحلم الكبير.. إنه مشروع مدينة نيوم الاستثماري العملاق على الساحل الشمالي الغربي من المملكة¡ الذي يأتي في إطار استراتيجية رمز المملكة الكبير الملك سلمان بن عبدالعزيز¡ ورؤية ولي عهده الشاب الأمير محمد بن سلمان¡ وطموحه العملاق لتنويع الاقتصاد وبناء المستقبل.
وما بين علامة "أنا قلب نيوم" التي تؤدي إلى منازل بيضاء تصطف عليها مصابيح إنارة تعمل بالطاقة الشمسية.. إلى المشروعات العملاقة التي تؤسس لآفاق رحبة¡ كان افتتاح مطار "نيوم باي" الصغير الشهر الماضي للرحلات التجارية¡ وبتصميمه الداخلي الأبيض اللامع.. مقدمة عملية لما هو آت¡ عبر استغلال ما يتجاوز 26 ألف كيلو متر مربع¡ لتصبح الحكاية ليست مجرد رؤية على الورق.. بل إن هذا هو ما يحدث بالفعل.
مشروع "نيوم" على البحر الأحمر وخليج العقبة بمنتجعاته وتقنياته الأحدث في العالم¡ ويضم 12 مدينة أو بلدة صغيرة بجانب البحر¡ والمنطقة الصناعية¡ وميناء ضخمًا وعديدًا من المطارات¡ إضافة إلى مدينته التكنولوجية والعصرية الأشبه بأفلام الخيال العلمي¡ التي سبق أن وصفها الأمير محمد بن سلمان¡ خلال مؤتمر مبادرة المستقبل للاستثمار في الرياض¡ عام 2017.. بأنها ستكون "مكانًا للحالمين في العالم" يكون الركيزة الأكثر جرأة لمنظومة التحول الاقتصادي والاجتماعي في المملكة¡ إضافة إلى أنه يعكس الرؤية للتعامل مع مرحلة ما بعد النفط¡ وتحقيق عوائد استثمارية تضخ قرابة 100 مليار دولار في شرايين الإنتاج الاقتصادي الوطني بحلول عام 2030.
وهكذا..
وبعد أقل من عامين¡ لم نعُد الآن أمام مجرد حلم طموح¡ أو مخطط على الورق¡ بل أصبحنا أمام حقائق مبهرة¡ تعني لنا ـ قبل غيرنا ـ أننا قادرون على ترجمة أحلامنا إلى وقائع¡ بأفكارنا نحن¡ وبسواعدنا نحن¡ وبشبابنا وأبنائنا وبناتنا نحن.. بما يعني أننا نحن ـ ونحن فقط ـ من يملكون تشكيل مستقبلنا الجديد.
تشكيل المستقبل هذا¡ هو ما عهدناه في سعوديتنا الجديدة¡ بقيادتها المتفائلة والطموحة¡ وبأفكارها الخلاقة¡ وأبنائها القادرين على تنفيذ المستحيل وليس فقط اقتراحه¡ وهذه ربما تكون الخلاصة النهائية التي تفرز لنا يومًا بعد يوم¡ إشعاعات وروافد نكتشفها في ذواتنا وعقولنا باستمرار.
المستقبل هنا¡ هو ما تحرص عليه القيادة الرشيدة بكل جهد وإخلاص¡ تفتح من خلال استشرافه محاور جديدة لخدمة المواطن أولًا¡ قبل أن ترفد الاقتصاد الوطني¡ وتؤسس لقاعدة استثمارية واعدة¡ وتستغل جغرافيا المكان لمصلحة الإنسان.
إننا وعبر مشروع "نيوم" العملاق الواعد¡ أمام ظاهرة سعودية متكاملة¡ نكاد نجزم أنها غيرت تمامًا صورة الفكر النمطي والتقليدي داخليًا وخارجيًا لعقود كثيرة مقبلة¡ هذا المشروع هو فاتحته الأولى¡ وبالتأكيد ستتبعه أفكار أخرى تؤسس للتغيير الإيجابي المنشود.




http://www.alriyadh.com/1769861]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]