شاهدت على توتير مقطع فيديو يثير الاشمئزاز عند أصحاب النفوس السوية.** صوت امرأة لا أعرف ما هي وظيفتها تعرض مجموعة من الفتيات في ملابس متشابهة تشير أشباههن أنهن من شرق آسيا. أقرب الظن أن هذه المرأة تمثل مكتب استقدام. تتكلم عن تلك الفتيات وكأنها تتكلم عن سيارات أو قطط¡ ولا أريد أن أقول ما هو أسوأ¡ لكنها تذكرك بالأسواق في العصور الغابرة عندما تُجلب الفتيات من الديار البعيدة.
مع منتصف السبعينات وبداية الثمانينات بدأنا نعرف شيئا اسمه "خادمة". في البداية كانت الخادمة تحظى بالاحترام والتقدير. راجت في ذلك الزمن نكتة تقول إن سيدة سعودية عندما وصلت خادمتها أقامت لها حفل ترحيب كما كان السعوديون يفعلون مع الضيوف. وإن كان في النكتة شيء من السخرية إلا أنها عبرت في ذلك الزمن عن حقيقة أن الناس للتو خرجوا من فقر مديد لم يسمح لهم باتخاذ خدم يساعدونهم في عمل البيت. لكن هذه النظرة للآخرين لم تدم طويلا. سرعان ما بدأ الناس يتحدثون عن الخادمات بوصفهن طبقة اجتماعية أدنى¡ وليس بوصفهن عاملات في وظائف شريفة.. حتى تشكل في وجدان بعض الناس أن الملامح الآسيوية هي تعبير عن الطبقية لا عن عرق بشري ينطوي على خادمات وزعماء وعلماء وكل تصنيفات البشر.
كونهن نساء زاد الأمر سوءاً. تطور أمر النظرة الدونية أن الناس صاروا يتهمونهن بالسحر وتخريب اللغة العربية وإفساد العقيدة والأطفال والسرقة¡ وصارت كل حادثة حقيقية أو مختلقة تمثل دليلا قاطعا على هذه الاتهامات. الأكثر أن أصبحت قصص الخادمات السيئات مثل قصص ألف وليلة¡ تسرد للتسلية والتخويف والوعظ¡ فتُشكل في لاشعور كثير من الناس تصنيفاً غايةً في السلبية عن هذه الفئة المستضعفة من البشر. لم تشفع لهن العشرة الطويلة.. بعض الخادمات عشن مع مخدوميهم أكثر من عشرين سنة¡**بعض الشباب ما زالوا يسافرون للسلام على "الشغالات" اللاتي تربوا في أحضانهن.. مثل هذه القصص الإنسانية لم تكن تنتشر¡ ولم يروج لها المروجون.
لا شك أن صاحبة هذا الفيديو¡ ومن يقف وراءها¡ ما زالوا مشبعين بالنظرة الدونية لهذه الفئة. يثيرك أنها تتحدث بحبور وكأنها تروج لبضاعة ممتعة.
تتضاحك وتتكلم بأريحية دون أن يتدخل شيء من ضميرها الإنساني.
تتكلم كما يتكلم الناس عن مجموعة من القطط المستأنسة الجميلة.
الإنسان كرمه الله¡ لا يقدم بالأوصاف التي تحدثت عنها تلك المرأة¡ وهي تروج لهن كالبضاعة الآدمية في زمن السلاطين.. إلى أي مدى ينطبق عليها قانون جرائم المعلوماتية¡¡ أترك هذا لأصحاب الاختصاص.




http://www.alriyadh.com/1770470]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]