نابليون قائد جيش فرنسي عاش في القرن التاسع عشر. سقراط فيلسوف يوناني عاش في القرن الخامس قبل الميلاد. يوليوس قيصر حاكم ومؤرخ وجنرال روماني عاش في القرن الأول قبل الميلاد. ما الذي يجمع هؤلاء¿ كلهم تمسكوا بطقوس خرافية.
نابليون خاف القطط السوداء (وهو زعيم إمبراطورية ضخمة هزمت جيوش أوروبا!)¡ سقراط خشي الأرواح الشريرة التي ظن أنها تتربص به (وهو الفيلسوف العقلاني النحرير!)¡ يوليوس خشي شيئاً غريباً: الأحلام!
ليسوا وحدهم¡ فالملك الإنجليزي هنري الثامن عزا مشكلات زواجه إلى أعمال المشعوذين¡ والقيصر الروسي بيتر الكبير رُعِب من اجتياز الجسور¡ والأديب البريطاني سامويل جونسون لم يدخل أو يخرج من أي مبنى إلا بقدمه اليمنى.
لماذا فعلوا هذه الأشياء¿ رغم اختلاف كل هذه الطقوس إلا أن هؤلاء اعتقدوها لسبب مشترك: اتقاء الحظ السيئ. ولا تزال الطقوس الخرافية منتشرة جداً حتى في الدول المتقدمة¡ ففي الغرب لا يزال بعض الناس يتحاشى المرور أسفل سلم¡ أو فتح مظلة داخل بيت¡ أو ركوب طائرة في يوم يوافق الجمعة الثالث عشر من الشهر¡ ويستجلبون الحظ الحسن بأن يطرقوا الخشب بأيديهم أو أن يعقدوا أصبعين.
لم يفلح العلم في إزالة الخرافات¡ واسأل عشرات الألوف من الأمريكان الذين يشترون تذاكر اليانصيب كل يوم مختارين أرقاماً يرون أنها أرقامهم المحظوظة. الحقيقة أن هذا قديم¡ ويرى بعض علماء الآثار أن البشر قبل 50 ألف سنة وضعوا أول خرافات¡ بدأت بأشياء بسيطة مثل هجران الموتى¡ ثم العكس: العناية الفائقة بهم لدرجة وضع طعام وأسلحة ومعدات في قبورهم ليأخذوها للحياة الآخرة.
بداية الخرافات بريئة¡ فهي محاولات لفهم الحياة ودرء غوائلها¡ لكن ما المعنى إذا استمرت في زمن انتشرت فيه المعرفة وساد العلم¿
ما تفسير ذلك¿




http://www.alriyadh.com/1771021]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]