منذ لحظة انطلاق حراك التغيير في السودان والمملكة العربية السعودية تؤاز وتعاضد وتساند ثورة ديسمبر المجيدة بلا وجل وبلا تردد وبلا إملاء وبلا اشتراطº خيارها ما اختار وما ارتضى غالب أهل السودان.
السعودية قرأت اتجاه وتوجه إرادة أهل السودان باكرا بعد أن تعرفت سابقا على معاناة أهل السودان في ظل نظام باطش وظالم لأهله ولجيرانه وللعالم أجمع.
لم تكن للسعودية أطماع في السودان لا في مياهه ولا في موانئه ولا في أراضيه ولا في قراره السياسي ولا السيادي ولم تنافس السعودية الطامعين الآخرين في موانئ السودان في فترة ضعف النظام الهالك حين كان النظام واهنا وذليلا وخانعا وخاضعا لضعفه وهوانه وخسرانه وهو يعرض موانئ السودان للبيع ويعرض أراضيه الخصبة للمساومة في سوق السياسة الدولية ذلك السوق البخس والرخيصº حين عرض الرئيس المخلوع المهلوع حينها¡ حين عرض كرامة السودان وعزته وشموخه وكبريائه وإبائه للبيع علنا وعلى شاشات كل التلفزة العالمية أمام كل العالم¡ وهو يتوسل الرئيس الروسي لحمايته من أميركا ومن الغرب دون أدنى حياء¡ ودون أدنى احترام أو تقدير للكرامة السودانية
بعد عرض الأرض والعرض للبيع علنا تسابق المتسابقون وتبارى المتنافسون وظهر الطامعون وركض المتهافتون صوب موانئ السودان وصوب أراضيه وصوب مياهه وصوب كرامته ولكن المملكة العربية السعودية لم يعجبها ذلك الوهن للسودان وأهله برغم تباين المواقف السياسية بينها وبين النظام الهالك.
المملكة العربية السعودية كانت وما زالت تعتز بالكرامة السودانية وبالشهامة السودانية وبالإباء السوداني وبالكرم السوداني وبالإخاء السوداني وبالصلات السودانية وبالجوار السوداني¡ بل وبالسودانيين الكرماء الأصلاء الذين يعيشون ويقيمون على أراضيها من أطباء ومهندسين وأساتذة جامعات ومديرين ماليين ومحاسبين وقانونيين ومعلمين وسائر المهن والأعمال¡ فكانت تضع لهؤلاء جميعا تقديرا وتثمينا وتمييزا وتسعى بكل صدق لإكرامهم بقدر ما صدقوا معها وبقدر ما ساهموا معها تفانيا وإخلاصا في العمل والعطاء والبناء.
لكل ذلك لم تطمع المملكة العربية السعودية في أرض السودان ولا في ميناء من موانئ السودان في فترة وهن وضعف وانكسار وانبطاح النظام¡ بل سعت جاهدة أن يخرج السودان من ذلك الهوان ومن ذلك الضعف ومن ذلك الخضوع ومن ذلك الخنوع ومن ذلك الانكسار حين ساعدت السودان بعشرات المليارات من الدولارات في بضع سنين دون أن تسعى لمساومة أو مقايضة بل كانت تنتصر لعزة السودان ولكرامة السودان ولشموخ السودان ولعزة السودان ولبقاء السودان ولوحدة السودان ولنماء السودان ولقوة السودانº لأنها تعز السودان أرضا وشعبا وتعتز بالشعب السوداني الأصيل النبيل في نظرها وفي تقديرها وفي تعاملها معه وفي حبها له وفي احترامها له على الدوام.
مواقف المملكة لم تقم على تربص أو ترصد أو تصيد لحال ضعف ووهن بهدف الاستغلال السيئ لحاجة بعض الدول حين ضعفها وهوانها.
المملكة العربية السعودية حين قامت بتقديم كشف الحساب لما قدمته من هبات ومساعدات نقدية في ظل الحصار الاقتصادي العالمي على السودان لم تقدم ذلك الكشف منّا ولا امتنانا ولا أذى¡ ولكنها قدمت ذلك الكشف قبل سقوط النظام وفي حضرة ذلك النظام وأمام أجهزة إعلامه المرئية والمسموعة والمقروءةº حتى تقول لأهل السودان إنني كبلد شقيق وكجار قدمت وقدمت وما استبقيت شيئا¡ ولكن نظامكم الحاكم كان نظاما سارقا وناهبا لكل ذلك¡ بل وجاحدا ناكرا.




http://www.alriyadh.com/1773313]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]