قرابة شهر كامل وبضعة أيام تفصلنا هنا في العاصمة عن الانطلاقة المنتظرة لموسم الرياض¡ حيث تتوجه الأعين صوبنا من كل حدب¡ وتصبح مدينتنا المألوفة مصدر دهشة وسرور لعشرات بل ومئات من الزوار القادمين من شتى نواحي المملكة¡**آن للرياض أن تتزين بكل تأكيد¡ وتستعد بأجندة فعالياتها الثقافية والفنية والمعرفية¡ وكذلك بأسواقها ومتاجرها وطرقاتها ومعالمها السياحية المعروفة.. لكني أود اليوم طرح بعض تساؤلات خاصة حول مفهومنا النمطي عن السياحة¡ وما إذا كانت الرياض حقًا تفتح ذراعيها أمام شتى الزوار¿.**
على الموقع الرسمي لمواسم السعودية¡ أجد الصور الدعائية تروج لموسم الرياض بلقطات من السباقات الصحراوية¡ تليها أضواء المدينة الباهرة وأخيرًا صورة لأسرة صغيرة تتسوق.. الأمر الذي يدفعني للتأمل ما إذا كانت هناك صورة نمطية لدينا عن السائح المحلي¡ تحصره في مرحلة الشباب¡ وتتوقع مسبقًا تمتعه بالصحة والعافية التي تمكنه من التنقل والاستمتاع بمعالم المدينة وأنشطتها ورياضتها¡ في حين يمكن أن يكون زائرنا المستقبلي في حقيقة الأمر في سن التقاعد¡ يستمتع بقضاء سنواته الفضية في إثراء ثقافته بالسفر والاستكشاف والانخراط في العصر الرقمي على طريقته الخاصة¡**قد يكون زائرنا كذلك يعاني من صعوبة حركية "سمعية - بصرية"¡ مع شغف عميق للفنون والأنشطة الترفيهية¡ والمواسم أصبحت وسيلته وسبيله في التعرف على أرجاء المملكة عن قرب كما لم يتح له من قبل.****
بقدر تنوع جمهور المواسم المستهدف والذي يشمل كافة أبناء المملكة¡ بقدر ما يجب أن تكون مرونة آليات تنظيم فعاليات الموسم وعناصر تأهيل العاصمة لاستقباله من حيث البنية التحتية التي يتسع مفهومها عما نظن غالبًا¡ فلا تقف عند تغطية شبكات الاتصال والطرق السريعة¡ فأراها تشمل كل مقعد يمكن لمسن أن يستند إليه على الطريق أو داخل مركز تجاري¡ كل دورة مياه تضم غرفة تغيير ملابس¡ وحفاضات تيسر مهام الأم الزائرة¡ كل لافتة مساعدة تهدي المارة لأقصر الطرق لغاياتهم¡ وكل منزلق خرساني على بوابات البنايات ومراكز الخدمات تتيح دخول الكراسي المتحركة والمستفيدين من الأجهزة التعويضية.. هناك عشرات الوسائل شديدة البساطة التي يمكن أن تجعل ضيافتنا لزوارنا أكثر لطفًا وأعمق أثرًا.




http://www.alriyadh.com/1774549]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]