كل تعليم في العالم يتميز بسياساته ورؤيته¡ وسياقه¡ وتتحدد غاياته بناءً على أهدافه وتطلعاته ومواهب طلابه ومعلميه والمجتمع الذي يحيط به¡ ويبقى فيه النظام التعليمي الديناميكي المبدع¡ من يحدد وضوح الهدف من التعليمº لأنه الأساس لتعليم وتمكين طلابنا من نجاحات المستقبل ومعايشته.
ولنبدأ معاً باختصارات البداية¡ وبطرح سؤالٍ أساسي.. "ما الهدف من التعليم¿"¡ نحن نتفق على أن طلابنا بحاجة إلى إتقان مستوى معين من المقرر الدراسي والمهارات الأساسية¡ ولكننا نختلف أكثر فيما يتعلق بكيفية "دمج" هذا الإتقان في التجربة التعليمية والحياتية!
وبتبسيط أكثر¡ قد نريد وتعليمنا أن يصبح كل طالبٍ في مرحلة الصفوف الأولية وما بعدها قارئاً كاتباً جيداً¡ وأن يجيد إجراء العمليات الحسابية دون استخدام آلة حاسبة¡ وأن يتواصل شخصياً بشكل فعّال.. وإتقان تلك "المهارات الأساسية" يتطلب الممارسة والتدريب لا شك.
واجنر¡ وسميث في كتابهما "إعداد طلاب عصر الابتكار.. تعليم قائم على المهارات لا المحاضرات" يريان أن الهدف الأساسي للتعليم هو تعريض الطلاب لمجموعة واسعة من الحرف والأنشطة¡ لمساعدتهم في تحديد شغفهم¡ فشغف الأطفال بالحيوانات¡ أو الرياضة¡ أو بناء الأشياء¡ أو الرسم¡ أو الغناء¡ أو طرح الأسئلة¡ أو جمع العملات.. غالباً ما يتبدد إذا لم يتحول إلى "مهارات" وكفاءات تدوم مدى الحياة.
وهذا بالضبط¡ هو دور التعليم والمؤسسات التربوية¡ لنقولب التساؤل بهل يمكن أن يتحول الشغف بالرياضيات إلى خبرة في مجال الإحصاء¿ وهل يمكن لمحب الرسم أن يصبح مهندساً معمارياً موهوباً¿ وهل يمكن أن يتطور حب تركيب الأشياء لأن يصبح حباً للهندسة¿ وهل حب طرح الأسئلة يمكن أن يُلهم طفلاً ليصبح معلماً أو محامياً¿ أو حتى يمكن لـ"إدمان" ألعاب الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي أن يؤدي إلى خبرةٍ في مجال برمجة الكمبيوتر¿!
من المفترض أن تكون المواد الدراسية ومحتواها وسائل لتمكين الطلاب من إحراز التقدم في "المهارات الأساسية"¡ مع اتخاذ خطوات مناسبة للتأكد من أن كل طالب قد بلغ مستوىً معيناً من المعرفة بشأن الجوانب المهمة من المحتوى الدراسي.
ختاماً وباختصار المقالة فلنتخيّل¡ ماذا يمكن أن يحدث لو اعتمدت اختبارات وتقارير تقييم أداء الطلاب على "المهارات الأساسية" وليس على المواد الدراسية.. ألا تبدو في تعليمنا حلماً صعب التحقيق¿.




http://www.alriyadh.com/1775847]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]