كنت أتمنى أن يكون عنوان مقالي هذا «الأخضر.. قادم!»º منتظرًا أن يقدم المنتخب السعودي في افتتاح مشواره في تصفيات آسيا المؤهلة لمونديال 2022 وبقيادة مدربه الجديد الفرنسي هيرفي رينارد ما يدعو للتفاؤل بمستقبل أخضر للأخضر مع المدرب الذي استطاع أن يقدم عملًا مميزًا مع منتخبي زامبيا وساحل العاج¡ ويقودهما لعرش الكرة الإفريقية 2012 و2015¡ ويقدم أسود الأطلسي بثوبٍ لائق في مونديال 2018 رغم سوء الحظ والفشل في التأهل لدور المجموعات!
**إلا أنَّ الحقيقة تبزغ دائمًا كالشمس وإن حجبتها لبعض الوقت غيوم العاطفة¡ والحقيقة تقول: إن أزمة المنتخب السعودي في العقد الأخير تحديدًا لم تكن أبدًا أزمة مدرب¡ وإن «الأخضر» الذي تسيد القارة الصفراء في أواخر القرن الماضي وفقد بوصلته مع بداية القرن الجديد قبل أن يفقد حضوره وهيبته قاريًا منذ أكثر من 10 سنوات لم يسقطه مدرب متواضع¡ ولن يعيده مدرب رائعº حتى وإن كان من أدهى دهاة التدريب في العالم!
الأزمة التي تعيشها كرة القدم السعودية والمنتخب السعودي ليست أزمة مدربين¡ إذ حضرت عندنا في السنوات الماضية أسماء كبيرة وبارزة وقديرة عالميًا¡ مع ذلك لم يتمكن أولئك من إعادة الوهج المفقود للأخضر¡ وذلك باعتقادي بسبب تدهور في نوعية وجودة العنصر الأهم في عالم كرة القدم وهو اللاعب!
الكرة السعودية تعيش أزمة حقيقية في إنتاج نوعية ذات جدوى وجودة حقيقية من اللاعبين الذين كانت تنتجهم بشكل أفضل حتى في زمن الهوايةº والسبب في اعتقادي أنَّ الزمن تغير والمعطيات تغيرت ولم يعد بالإمكان منافسة الآخرين بنفس الخطط والآليات القديمة التي كانت تعتمد بشكل كبير على الصدفة والحظ والشغف والروح وملاعب الحواري العتيقة في إنتاج مواهب حقيقية قادرة على تحقيق الإنجازات والمعجزات أحيانًا من قبل أجيال ما قبل «البلاي ستيشن» و»الفورت نايت» و»الببجي»!
أختلف مع الأصوات التي اتهمت قرار رفع عدد اللاعبين الأجانب بمسؤوليته عن تدهور المنتخب السعودي¡ فالقرار بدأ الموسم الماضي و»الأخضر» يعاني منذ عقدين من تدهور صحي يكاد يقوده للموت دماغيًا¡ وقد يكون للقرار تأثيره السلبي مستقبلًا بلا شكº لكنه الآن بريء كل البراءة مما يحدث!
إذا ما أردنا أن نعيد كرة القدم السعودية على الأقل لزمن الهواية وزمن النعيمة وماجد والثنيان وسامي وفؤاد أنور فإننا نحتاج إلى مشروع حقيقي وواقعي وقابل للتنفيذ¡ وخطط حقيقية ومستدامة لا تحضر بحضور شخص ولا ترحل برحيله كما حدث مع مشروعات «لاعبي المواليد» واحتراف اللاعب السعودي خارجيًا والأكاديميات والكثير من المشروعات التي تنطق ولا تكتب¡ وإن لم نفعل ذلك بسرعة فإن «الأخطر.. قادم»!
أخيرًا.. ليس أسوأ من المستوى المتواضع الذي ظهر عليه المنتخب السعودي أمام اليمن سوى مستوى بعض الطرح الإعلامي الذي أعقب المباراة¡ وكشف مجددًا عن الوجه غير المقبول لكثير ممن يتصدرون إعلامنا ويتغذون على أزماتنا وإخفاقاتنا لتصفية حساباتهم بعيون وقلوب لديها حساسية من بعض الألوان والأشخاص والكيانات¡ ولتمرير أجندتهم الصفراء¡ وتفريغ ما تختزنه نفوسهم من عقد وأزمات!




http://www.alriyadh.com/1776705]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]