نشرت إحدى الصحف الإلكترونية خبر عزم وزارة التربية إيقاف اختبار القدرات باعتباره أحد متطلبات القبول في الجامعات في حال ثبت عدم فائدته وتحقيقه للأهداف المرجوة منه¡ هذا الخبر الذي لقي اهتمام شريحة كبيرة من الناس على منصات التواصل الاجتماعي يعكس حقيقة الانطباع العام عما تركه هذا الاختبار من أثر سلبي على مستقبل وطموحات كثير من الطلاب والطالبات وأهاليهم.
لست حقيقة من أنصار اختبارات القدرات العامة لطلاب وطالبات الثانوية والمنفَّذة لقياس مستوى المعارف التي تحصلوا عليها خلال مراحل تعليمهم¡ ليس لأنني أب أنتمي الى قائمة من تأثر أبنائه بهذا الاختبار فحسب¡ بل لأنني أرى أنه من غير المنطق والمقبول في ظل الضعف الواضح لعناصر المنظومة التعليمية (المنهج¡ المعلم¡ الطالب) وتواضع البيئة التعليمية وما يشوبهما من قصور في المحفزات تعجز معه عن تحقيق الطموحات ومواكبة المتغيرات الحضارية¡ يتم فرض ذلك الاختبار قبل تصحيح الأرضية الأساسية له.
كما أنني لست ضد هذه الاختبارات التي سبق لي الاطلاع على بعض التجارب الدولية منها¡ لكنَّ المنطق يقول إنَّه لا وجه للمقارنة بين مستوى التعليم لدينا بمحاوره ومخرجاته بما هو موجود لدى الدول الغربية المقتبس عنها اختبارات القدراتº والسبب ببساطة هو لأنَّ تعليمَهم يزوِّد الطالب بالمعارف والمهارات¡ وبالتالي يتم قياس القدرات المكتسبة¡ بينما تعليمُنا مازال تقليديَّ المسار¡ ونظريَّ الطرح¡ وتلقينيَّ الوسائل¡ ومتواضع التجاوب مع المتغيراتº ومع ذلك هناك إصرار عبر فرض اختبار القدرات على الطلاب والطالبات لقياس «قدرات» لم يزوَّد الطلاب بها من الأساس!
ولهذا نقول آن الأوان ليكون هناك نظرة شمولية ووقفة صادقة لوقف ذلك الاختبار الذي وأد الأمنيات وضيع الطموحات واستنزف الجيوب لحين تصحيح عناصر المنظومة التعليمية واكتمال كافة أدواتها ووسائلها¡ والتأكد أن تعليمنا يسير في نفس المسار الذي يسير فيه تعليم الدول المقتبس عنها هذا النوع من التجارب.




http://www.alriyadh.com/1776922]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]