«أسبوع أسود للنظام الإيراني»¡ عبارة صادقة تماماً للباحث الأميركي بيهنام تاليبو¡ كبير محللي الملف الإيراني في معهد «FDD» بواشنطن في وصف العزلة الدولية لإيران¡ حيث تجد طهران نفسها منبوذة في نيويورك بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة¡ وحتى في اللقاءات البروتوكولية لمسؤوليها مع القادة الدوليين لمست تغيراً في اللهجة¡ وخطاباً جافاً يشي بتحول واضح في الموقف الدولي لاسيما الأوروبي حيال السلوك الإيراني المنفلت¡ وهو ما بدا أثره واضحاً في تصريحات الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي أمس¡ الذي اعترف فيها بأنه من غير المرجح أن تساعد الدول الأوروبية إيران في مواجهة العقوبات الأميركية¡ وأنه يجب على طهران «أن تتخلى تماماً عن أي أمل» في هذا الصدد.
وقد بدأت ملامح الأسبوع الإيراني القاتم بفرض واشنطن عقوبات جديدة أشد إيلاماً¡ مسّت العصب المالي المباشر لنظام خامنئي عبر فرض حظر على البنك المركزي الإيراني¡ بعد الهجوم الذي تعرضت له منشآت «أرامكو» النفطية¡ وتتضح بصمات النظام الإيراني عليه.
تحول الموقف الأوروبي كان أمراً منطقياً¡ بل متأخراً في واقع الأمر¡ إذ كان عصياً على الفهم انتهاج أي سياسة ناعمة مع نظام يحترف الإرهاب ونشر الفوضى والدمار في المنطقة¡ بل وأكثر من ذلك تهديد عصب الطاقة العالمي باستهداف النفط على مستوى مواقع استخراجه أو من خلال تهديد حركة الملاحة الدولية¡ لذا فإن سقوط الرهان الإيراني على أوروبا باعتراف خامنئي ينبئ عن مرحلة جديدة ستضيق فيها الحلقة على النظام الإيراني¡ وستغلق جميع المخارج أمامه¡ وسيجد نفسه محشوراً في زاوية ضيقة¡ وبين خيارين اثنين لا ثالث لهماº إما المضي في سلوكه الانتحاري¡ والمقامرة بتوحيد الإرادة الدولية ضده لوقف عدوانه وتهديده الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي¡ وإما مواجهة لحظة الحقيقة والإقلاع عن منطق الثورة والرضوخ لمنطق الدول الطبيعية ومبادئ العلاقات الدولية.
أياً كان الخيار الإيراني فإنه بات جلياً أن هذا النظام الإرهابي قد بلغ في عدوانه وسلوكه درجة لا يمكن للعالم أن يلتزم حيالها الصمت¡ وأن وقت الحساب قد آن¡ لذا ليس من المبالغ فيه القول: إن نظام الولي الفقيه قد بات قريباً من نهاية سياسته العدوانية¡ وربما نهاية النظام ذاته.




http://www.alriyadh.com/1779051]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]