نحو 40 عاماً مضت¡ والنظام الإيراني يشكل خطراً كبيراً على محيطه الإقليمي والدولي¡ مُرتكباً مئات الجرائم الإرهابية بحق دول العالم قاطبة¡ من تدمير منشآت¡ واغتيال شخصيات سياسية ودبلوماسية¡ وتمويل ميليشيات مسلحة في أكثر من بقعة حول العالم¡ والعبث بأمن منطقة الخليج والعالم¡ وغيرها من الجرائم التي لم يتم الكشف عنها بعد.
هذا النظام - على ما يبدو - غير عابئ بردة فعل المجتمع الدولي¡ لاعتقاده أنه فوق الحساب والعقاب¡ وهو الأمر الذي شجعه أكثر وأكثر¡ على ارتكاب جريمته الكبرى بحق العالم¡ يوم 14 سبتمبر الجاري¡ عندما أطلق 25 صاروخاً مجنحاً¡ ووجه بوصلة طائرات من دون طيار¡ صوب منشآت شركة أرامكو السعودية¡ وأحدث ربكة في إمدادات الطاقة العالمية¡ ارتفعت على إثرها أسعار النفط - آنذاك - نحو 15 %¡ هذه الجريمة تعتبر تغيراً نوعياً في آلية الجرائم الإيرانية¡ وتشير إلى أن نظام الملالي سيتمادى خلال الفترة المقبلة¡ في سلوكه غير السوي¡ بل إنه سيبدع في خططه وبرامجه التي يؤذي بها العالم.
السيرة الذاتية لنظام الملالي¡ وتاريخه الطويل في نشر الإرهاب وترهيب العالم¡ كانا محور الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية الدكتور إبراهيم العساف¡ في الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة¡ وكان الوزير أكثر وضوحاً¡ في خطابه أمام المجتمع الدولي¡ مؤكداً له أنه لا مجال لتهذيب سلوك إيران العدواني والإرهابي¡ وإعادة هذه الدولة إلى رشدها¡ سوى بوقفة صارمة وحازمة وجادة لردع هذا النظام¡ ومواجهة ممارساته المُهددة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم¡ في إشارة واضحة إلى أن العالم لطالما كان صامتاً في مواجهة الخطر الإيراني¡ وأن هذا الصمت لم يعد مقبولاً بعد اليوم¡ وعلى الدول مجتمعة أن تتحرك ضد إيران¡ وإلا كانت العواقب وخيمة.
حملت كلمة العساف أيضاً رسالة مهمة إلى إيران «أولاً» والعالم «ثانياً»¡ مفادها أن المملكة التي عانت كثيراً من الإرهاب الإيراني¡ لن تلتزم الصمت بعد الآن¡ وأنها قادرة على الدفاع عن مقدساتها ومقدراتها ومواطنيها والمقيمين على أرضها¡ بما تملك من عدة وعتاد¡ وعزيمة وإصرار¡ وأن الاعتداء على منشآت المملكة النفطية¡ لن يمر من دون عقاب¡ وأن المملكة هي التي ستحدد نوع هذا العقاب في الوقت المناسب لها.




http://www.alriyadh.com/1779370]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]