يقترن البُعد النفعي المصلحي في السلوك القطري والتركي وكذا الإيراني¡ ويتبدّى -بجلاء- في سياسة واضحة ومكشوفة تستهدف تجييش الإعلام وتحشيد الرأي العام العالمي لخدمة أغراضه وأهدافه العدائية التي تستهدف المملكة وتسعى لتشويه صورتها والتقليل من حجم تأثيرها وأدوارها العالمية التي تلعبها باقتدار وكفاءة منقطعي النظير. ومن يتتبّع المواقف والآراء والتوجهات التي تصبغ مواقف تلك الدول وسلوكها جميعاً¡ يلحظ بسهولة هذا المسعى العدائي الشائن الذي يتّخذ صفة براغماتية جليّة فنجد -قطر تركيا إيران تحديداً- تتعاطى مع تزييف المواقف والأفكار والصور بمرونة مدهشةº مستصحبة معها كلّ ثقلها الإعلامي والمادي في سبيل تحقيق غاياتها في تكوين صورة ذهنية مغلوطة.
لاحظنا براعة هذا التكتّل لتلك الدول وبما يصب تماماً في ما يمكن تسميته «إدارة الكذب»º عبر استثمارات قذرة وشنيعة للمال عن طريق أذرعتها من مرتزقة تبدأ من محاولة كسب انحياز واصطفاف لبعض الدول مروراً بمراكز الدراسات وكذا الجامعات والمنظمات وغيرها¡ كل ذلك بغية تحقيق هدفها الذي يؤرقها ليل نهار والمتمثّل في محاولة توريط المملكة -حسب زعمها- إنْ على مستوى الإرهاب أو غمط الحقوق أو غيرها من ادّعاءات¡ مستثمرة الماكينة الإعلامية الضخمة المُسيّرة بالمال الملوّث والأنفُس الشّريرة.
اللافت في الأمر أن هذه الدول الثلاث -وهي تحاول أن تلبس لبوس الدول الساعية للعدل والحق والتسامح- تمارس التضييق على شعوبها¡ فلم نجد تلك المرونة والسخاء في الإنفاق وبذل الجهود حين يكون المعني هو الشأن الداخلي¡ بل وجدنا التهميش والقمع ومصادرة الآراء والأفكار وأحياناً كثيرة السجن حين تكون هناك مطالبة بالمساواة أو تحسين المعيشة وتجويد الحياة. ومن ثم فالمسافة الفاصلة بين سياساتها في الداخل وبينها في الخارج هي المصلحة لا سواها.
وإزاء مشهد سياسي بهذا الارتباك والغبش وقتامة الرؤية¡ وتأرجح الحقيقة وعدم ثباتها فإن إعلامنا -ليس المحلّي فقط- بل حتى العربي والخارجي أمام مسؤولية ضخمة واستحقاق سياسي لا بد من التعاطي معه بمسؤولية وكفاءة واقتدار إذا كُنّا -فعلاً- دولاً وشعوباً نروم وضعاً إنسانياً مستقرّاً لا تكدّره أيديولوجيات مَرَضيّة تشكّل خطراً حقيقياً على إنسانيتنا واستقرارنا وسلمنا ووجودنا.




http://www.alriyadh.com/1779495]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]