تشهد العلاقات السعودية الروسية¡ منذ نحو أربعة أعوام مضت¡ تطورات نوعية¡ في العديد من المجالات والقطاعات¡ على رأسها "السياسة والاقتصاد"¡ اللذين تصدرا مشهد هذه العلاقات¡ منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في المملكة¡ في حين كان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان¡ المهندس الفعلي لتعزيز هذه العلاقات¡ والوصول بها إلى ما هي عليه اليوم.. حتى باتت المملكة اليوم أكبر مستثمر أجنبي في روسيا.
ولعل وصول الرئيس فلاديمير بوتين¡ إلى الرياض في ثاني زيارة إلى المملكة منذ 12 عاماً مضت¡ يشير إلى تنامي هذه العلاقات¡ ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة بين البلدين الصديقين¡ ويؤكد ذلك تصريحات الرئيس بوتين نفسه الذي استبق وصوله إلى الرياض "أمس"¡ وأكد على أن بلاده تنظر إلى المملكة العربية السعودية كدولة صديقة ومحورية في المنطقة والعالم¡ فضلاً عن التأكيد على أدوار الرياض في العديد من القضايا¡ ومساهماتها الإيجابية في الملفات الساخنة.
من الصعب أثناء الحديث عن طبيعة العلاقات بين المملكة وروسيا¡ تجاهل "الاقتصاد"¡ خاصة أن آخر عامين شهدا نمواً ملحوظاً في التبادل التجاري بين البلدين¡ بنسبة 101 %¡ ليبلغ 5.54 مليارات ريال في 2018¡ فيما كان 2.8 مليار ريال في العام 2016¡ بزيادة تقارب 2.8 مليار ريال¡ وعليه¡ ارتفع ترتيب روسيا بين الدول المرتبطة بعلاقات تجارية مع المملكة¡ إلى المرتبة الـ36 بعد أن كانت في المركز الـ42 في العام 2017¡ والمرتبة 49 في العام 2016¡ وبلغ التنسيق الاقتصادي بين البلدين ذروته¡ عندما أقنعت المملكة روسيا¡ وهي ليست عضواً في منظمة الدول المصدرة للنفط¡ وتأسيس (أوبك+) ومن ثم تقليل إنتاجها النفطي¡ من أجل المحافظة على أسعار النفط في الأسواق العالمية¡ وهو ما رحبت به موسكو وتلتزم به حتى اليوم.
سياسياً¡ تتوج زيارة بوتين للمملكة¡ حالة التوافق التام في الآراء والتوجهات بين البلدين تجاه العديد من الملفات السياسية الساخنة¡ التي تشهدها المنطقة والعالم¡ وتعلي من حجم التنسيق المستمر بين الرياض وموسكو¡ وهو ما يصب في بحث حلول لعدد من الملفات السياسية¡ مثل الملف السوري¡ وملف التنسيق الأمني والعسكري والتقني والمشروعات العسكرية المشتركة¡ والاستدامة الزراعية.
ومن هنا¡ يمكن التأكيد على أن تنامي العلاقات السعودية الروسية لن يقف عند حد¡ وأن مستقبل هذه العلاقات مبشر بكل الخير للبلدين الصديقين¡ ليس لسبب سوى أن هذه العلاقات قائمة على تعزيز الصداقة والشراكة وتنمية المصالح المشتركة¡ فضلاً عن بناء علاقات ثنائية إيجابية¡ تثمر عن نتائج تصب في صالح استقرارهما¡ ولا تشكل هذه العلاقة تحالفاً ضد أحد أو لمحاربة أحد¡ الأمر الذي سيجعل هذه العلاقة تدوم وتتطور¡ حتى تحقق جميع الأهداف المرجوة منها.




http://www.alriyadh.com/1782101]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]