«انظر للسماء¡ إنه طبق طائر!»
كم تكررت هذه العبارة من القرن الماضي وإلى اليوم¡ وكم نشرت صحف التابلويد هذه الأخبار مع صور لأشياء مضيئة في ظلام الليل¡ ولا أستغرب من انبهار الناس بهذا الموضوع¡ فالكائنات الفضائية والمجهولة موضوع طالما أثار الفضول¡ لكن ما سبب كثرة المصدقين أن الأضواء في السماء مركبات فضائية¿
لا أستبعد وجود كائنات تعيش في كواكب أخرى¡ ولكن لا يوجد أي دليل قوي يثبت وجود كائنات تزور سماءنا باستمرار من مجرات وكواكب أخرى¡ ورغم ذلك فإن البعض يصر على ذلك بشدة! ومن أسباب هذا الاعتقاد مغالطة منطقية اسمها الاستشهاد بالجهل¡ وفيها يكون جهل الشخص بموضوعٍ ما دليلاً على صحة كلامه¡ ففي المثال بالأعلى فإن الذي يرى تلك الأضواء الدائرية لا يعرف فعلاً ما هي¡ فقد تكون طائرات (بشرية) أو انعكاسات أو ظواهر طبيعية¡ لكن في رأي الشخص فبما أنه يجهل ما هي على حقيقتها فهو يضع لها احتمالاً واحداً وهو أنها أطباق طائرة. الطاغية ستالين أباد خلقاً كثيراً¡ ملايين الناس منهم مسلمو القوقاز¡ كان يحبه الكثيرون الذين صدقوا الدعاية السياسية الكاذبة¡ وبما أنهم لم يروا الأهوال التي فعلها الطاغية فإن أياً منهم سيهز كتفيه بلا مبالاة ويقول: «بما أني لم أرَ ذلك فهو يعني أن ستالين بريء مما تتهمونه».
في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يوضح خطأ الاستشهاد بالجهل¡ فيقول: البينة على المدّعي. هذا مبدأ قانوني في الشريعة¡ فإذا زعم أحد أنه له حقاً فعليه الإتيان ببرهانٍ ما وإلا لما كان هناك أساس يمكن الاستناد عليه في رد الحق المزعوم¡ ولكنه أيضاً مبدأ منطقي قوي¡ فلو زعم أحدهم: صدقوني¡ في كوكب المشتري أمة فضائية عاقلة يشبهون البشر ولكنهم أكبر أجساماً وأعظم تقنية بكثير! فهنا عليه الإتيان ببينةٍ ما وإلا ما كان لكلامه أي قيمة¡ والأشنع ما يفعله البعض ممن يقول: أتحداك أن تثبت خطأ كلامي! يطلب منك البرهنة السلبية¡ ولا يمكن إثبات النفي هكذا¡ وكلها حجج آتية من مغالطة الاستشهاد بالجهل.




http://www.alriyadh.com/1783653]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]