في مستهل رحلتها للبحث عن السكن¡ يكون أمام الأسر الناشئة بوجه عام خياران: الأول هو الاعتماد على الغير في توفير هذا السكن. كالإقامة مع الوالدين أو ذوي القرابة¡ أما الخيار الثاني فهو الانتقال إلى مقر إقامة مستقل¡ عبر التملك أو الاستئجار أو توفير هذا المقر من صاحب العمل.
الأسر الناشئة لدينا تخضع لذات الخيارين¡ لكن ما يطرح من تساؤل هو عن إجمالي عدد هذا النوع من الأسر¿ وما نصيبها من بين بدائل السكن المتاحة¿ عدد هذه الأسر¡ وفق ما يمكن استنتاجه من البيانات التي تضمنتها نشرة إحصاءات المساكن في منتصف 2019¡ التي أصدرتها الهيئة العامة للإحصاء مؤخراً¡ يبلغ حالياً - مع تزايده عاماً بعد آخر - أكثر من تسعين ألف أسرة في كافة مناطق المملكة¡ وهو رقم يعبر في اعتقادي عن الأسر الناشئة التي سعت للسكن في مقر إقامة مستقل¡ بينما العدد الإجمالي يزيد على ذلك بكثير¡ فهو يتجاوز المئة وستين ألف أسرة ناشئة¡ - على الأقل - وفق إحصاءات وزارة العدل عن عقود الزواج السنوية. الأمر الذي يعني أن هناك ما يصل إلى سبعين ألف رغبة كامنة أو مؤجلـة للحصول على سـكن مسـتقل¡ من قبل أسر ناشئة تعتمد على الغير في تأمين مقر الإقامـة كل عام¡ أخذاً في الاعتبـار حــالات الطـلاق التي قد تحدث ــ لا سمح الله ــ لبعض هذه الأسر الناشئة.
نأتي إلى الحصة من بدائل السكن لهذه الفئة من الأسر الناشئة¡ التي تزيد حاليـاً على التسعين ألف أسرة وتدخل سنوياً إلى سوق الإسكان للبحث عن مقر إقامة مستقل¡ وهي بالمناسبة عدد يقدر بحجم مدينة متوسطة يزداد بها نطاق وكتلة مدننا الكبرى بالذات كل عام¡ من حيث نوع السكن سيكون متاحاً بشكل تقريبي للثلث منهم الإقامة في فيلا سكنية. بينما أكثر من النصف سيتوجه للإقامة في شقة سكنية¡ في حين أن أقل من الربع سيجد أن ما أمامه من خيار من حيث مستوى الدخل سوى السكن في أحد البيوت الشعبية¡ أما إذا نظرنا لهذه البدائل المتاحة من ناحية التملك¡ سنجد أن أكثر من خمسين بالمئة ممن سيختار مقر الإقامة في الفيلات أو الشقق السكنية هو قادر على تملكها¡ بينما لن تتمكن النسبة الباقية منهم سوى استئجار هذه الفيلات أو الشقق السكنية¡ في حين أن الثلثين تقريباً ممن يختار الإقامة والسكن في البيوت الشعبية لديه القدرة على امتلاكها¡ بينما لا يتاح للثلث الباقي سوى استئجارها¡ أما من يحظى بتوفر مكان الإقامة من قبل أصحاب العمل فيكاد لا يتجاوز الثلاثة بالمئة من إجمالي عدد هذه الأسر الناشئة.




http://www.alriyadh.com/1783904]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]