من أغرب الطوائف الدينية التي ظهرت في أميركا ساينتولوجي¡ أسّسها كاتب خيال علمي اسمه رون هابارد¡ وتنتشر بين مشاهير هوليوود لسببٍ ما¡ وهي تجارية أكثر منها دينية¡ تأخذ المال من أعضائها وتعدهم راحة البال¡ وذلك بجهاز اسمه إي متر¡ يقيس به ممثل الطائفة ضغطك النفسي¡ ويعدك الخلاص مما يسبب هذه المشاعر السلبية¡ وهي الثيتانات الجسدية كما يزعمون¡ أرواح خبيثة التصقت بجسمك وتسبب كل آلامك ومشكلاتك. ألا ترغب في تطهير جسمك من هذه الثيتانات¿ بلى! أعطني منشوراتكم!
لا أستغرب من هذه الطائفة¡ فأميركا تحفل بعجائب كهذه¡ لكن أستغرب ممن لا يدقق ولا يشكك في الزعم الأخير¡ ليس في كون الطائفة ستزيل همومك التي سببتها الثيتانات بل في وجود الثيتانات أصلاً¡ وهذه مغالطة منطقية اسمها افتراض صحة الاستنتاج¡ وتسمى أيضًا المصادرة على المطلوب¡ وفيها يؤسس محاورك حجته على افتراض صحة فكرة ما¡ ومن لا ينتبه فقد ينخدع¡ ففي المثال بالأعلى يمكن تفنيد هذه المزاعم بأن توجه اهتماماتك نحو الشيء المفترض وجوده أو صحته (الثيتانات)¡ فتقول: أنت تزعم أنها هي سبب المرض والألم¡ لكن ما الدليل على وجود شيء يسمى ثيتانات أصلاً¿ هكذا تضرب الحجة في قلبها¡ والذي يتمنى الآخر عدم انتباهك له. أمثلة أخرى:
"هذا العلاج سيزيل الطاقة السلبية من جسمك". هل يوجد شيء اسمه طاقة سلبية أصلاً¿ وما تعريفها¿

"الكل يريد اللعبة الجديدةº لأن تقييماتها إيجابية". يفترض صحة أن الكل يريدها¡ ما المصدر¿

"هذا الكتاب الذي عثرت عليه في حفرة هو كتاب من تأليف أرسطوº لأن سطرًا في الجزء الرابع يقول: أنا أرسطو". يفترض صحة نسبة الكتاب لأرسطو لمجرد ذكر ذلك فيه.

"ما الذي جعل غاندي يقول إن المال لا قيمة له¿" ينشغل المحاور بمحاولة التبريرº وذلك لأن يستذكر زهد غاندي ولا ينتبه أنه كان يمكنه أن يصوب سهمه على قلب الحجة بأن يسأل: هل قال غاندي ذلك أصلاً¿

حاول التنبّه لهذه المغالطة. هل قال محاورك شيئًا افترض صحته ثم أسّس عليه بقية حجته¿




http://www.alriyadh.com/1784336]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]