هل تحب القهوة¿

نعم!

هل تصر على كوبك الصباحي¿

بشدة! وإلا ساء مزاجي!

إذن أنت كمدمن الكحول. كلاكما لا يستطيع أن يمضي في يومه إلا بمشروب.

ما رأيك في هذا الاستنتاج¿ هناك فرق بين الكحول والقهوة¡ لكن لأول وهلة هذه الحجج والاستنتاجات تخدع كثيرين¡ وهي مغالطة منطقية تسمى المقارنة الزائفة¡ وفيها يساوي الشخص بين شيئين ثم يختم بالنتيجة¡ وهي أن الشيء الآخر باطل أو صحيح (حسب مغزى المقارنة)¡ ومن الأمثلة الحقيقية أن عمدة إحدى المدن الأمريكية دعا زعيم إحدى الطوائف الدينية ليشارك في حدثٍ عن حقوق السود¡ والزعيم عنصري ضد البيض¡ فلما انتُقِد العمدة لاختياره قال: لو أن رجلًا اكتشف علاجًا للسرطان¡ فهل سترفض إقرار الدواءº لأن الرجل لا يروق لك¿
وهذه مقارنة زائفة ولو بدت مقنعة¡ فالعمدة يساوي بين اكتشاف دواء وإنجازات هذا الزعيم وشتان بينهما¡ فرغم ما له من أيادٍ حسنة¡ إلا أنها لا ترتقي لمستوى دواء للسرطان¡ فبطلت الحجة¡ وإن كان هيكلها العام صحيحًا (وهو أن الشخص لا يُستَبعد فقط لأننا لا نحبه).
وقد سُئل زير نساء ذات مرة عن سبب كثرة علاقاته فقال: لو أنك أكلت نوعًا واحدًا من الطعام طيلة حياتك فستمله¡ وكذلك الاكتفاء بامرأة واحدة. مقارنة زائفة أيضًا¡ فالإنسان ليس كالطعام¡ ولا يمكن مساواتهم بهذه البساطة.
وقد تحاور اثنان ذات مرة عن الأسهم¡ فقال أحدهما لصاحب الأسهم: إن من يشتري الأسهم كمن يقامر¡ فالاثنان يخاطران بالمال من أجل فرصة صغيرة لتحصيل ربح. وتلاحظ في هذه المغالطة أن أساسها واحد: يبحث الشخص عن عامل مشترك ثم يساوي بين الاثنين وأخيرًا يأتي بالاستنتاج¡ لكن التدقيق يُظهر أن العامل المشترك عادة عام جدًا¡ وإذا جعله الشخص أكثر تخصيصًا كما في المثال الأخير صار أكثر إقناعًا¡ لكن لا يقل خطأ¡ وهنا سأترك المجال للمضاربين في سوق الأسهم ليفندوا هذه المقارنة!




http://www.alriyadh.com/1784735]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]