مؤسسة «موتوكو كاتاكورا» ما زالت خلية نحل أكاديمية في البحث حتى أنشأت متحفاً خاصاً ومع طلاب جامعيين مشاركين في البحث¡ والذين زاروا السعودية للوقوف على بحثهمº لتسمع منهم عبارات رائعة ومشاعر لا توصف عن السعودية والمعيشة فيها..
الأسبوع الماضي أقامت حكومة مدينة يوكوهاما والمعهد الوطني للدراسات الإنسانية بجامعة اكيتا اليابانية ومؤسسة موتوكو كاتاكورا لثقافة الصحراء «معرض استكشاف 50 عاماً عن التراث الثقافي في وادي فاطمة بمحافظة الجموم بمنطقة مكة المكرمة» في متحف يوكوهاما للثقافات الأوروبية الآسيوية¡ وتزامناً معه عقدت المؤتمر الدولي الأول عن «مستقبل التبادل الثقافي بين المملكة العربية السعودية واليابان»¡ تم فيه مناقشة أهم المشروعات المشتركة بين الجانبين في الدراسات والأبحاث الأثرية والتراث الثقافي في المملكة.
قصة المعرض تبرز نجاح إحدى البعثات البحثية اليابانية السعودية وثمرة التعاون بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني و»مؤسسة موتوكو كاتاكورا لثقافة الصحراء» والذي يتحدث عن أهم التغيرات الاجتماعية والثقافية في إحدى قرى السعودية على مدى 50 عاماً¡ وإبراز جهود العالمة اليابانية «موتوكو كاتاكورا» التي استطاعت توثيق حياة البادية والتحولات التي حصلت بها قبل 50 عامًا بالدراسات والأبحاث المتتابعة حتى اليوم.
سأبدأ قصة هذا البحث مع العالمة المُبهرة والمنبهرة بالثقافة السعودية «موتوكو كاتاكورا»¡ ويرويها لنا أحد فضلاء سكان «وادي فاطمة» العم عتيق بن مستور البشري: «þكنت أنا وأخي عاتق -رحمه الله- من القلائل الذين حصلوا على التعليم في قريتنا الصغيرة في ذلك الوقت¡ وبعد تخرجنا من معهد المعلمين في مكة المكرمة في منتصف الثمانينات الهجرية من القرن الماضي كنا نذهب إلى «مركز التنمية الاجتماعية» الذي كان يديره ذلك الوقت الأستاذ عبدالرحيم الأحمدي لحضور بعض النشاطات في المركز.. وفي عام 1388هـ كنا نرى امرأةً «يابانية» تحضر إلى المركز¡ عرفنا بعد ذلك أنها تعمل باحثةً لعمل دراسة بحثية عن منطقتنا.. تطوعت لمساعدتها فيما تحتاج إليه من جميع المعلومات¡ تطورت بعد ذلك العلاقة بين أسرتي والباحثة بشكل كبير¡ كانت طيبة القلب تحترم عاداتنا وتلبس ملابس نسائنا التقليدية وتحضر**جميع مناسباتهن¡ حتى أنها كانت تعلّم نساء القرية القراءة في بيتي¡ وقد أهدتها زوجتي برقعًا خاصًا والذي لا يزال موجوداً في «المتحف» إلى اليوم في اليابان¡ ومن القصص الفريدة التي لا أزال أذكرها¡ أننا دعوناها لزواج أحد أفراد القبيلة في قرية أخرى¡ فحضرت هي وزوجها الدبلوماسي في السفارة اليابانية بالسعودية السيد كونيو كاتاكورا إلى تلك المناسبة وهي تلبس ملابس أفراحنا تلك الفترة¡ بل انها وزوجها آثرا على شراء «خروف» وإهدائه إلى العريس كما هي عاداتنا في «الرفد» أو «العانية»¡ القصص كثيرة عن تلك المرأة العظيمة والتي كسبت قلوب أهل تلك القرية الصغيرة.. وبعد انتهاء الدراسة البحثية التي استمرت عامين متزامنةً مع انتهاء فترة عمل زوجها الدبلوماسي في السعودية¡ استمرت في زيارة المنطقة حتى وفاتها في عام 2013م¡ حيث أوصت قبل وفاتها بإنشاء مؤسسة تكمل البحث.. وبعد تقدمي في العمر¡ أكمل ابني المهندس فواز المهمة مع فريق البحث التابع لمؤسسة موتوكو كاتاكورا لثقافة الصحراء¡ وتقديم المساعدة فيما يحتاجونه حتى اليوم».
تختلجك المشاعر عندما تتذكر مآثر السيدة «موتوكو كاتاكورا» وتجد طلابها يستلمون لواء البحث من بعدها حتى اليوم¡ مع العالم الياباني البروفيسور «هيروشي نواتا» في جامعة أكيتا ومدير مشروع دراسات الشرق الأوسط الحديث بالمعهد الوطني للدراسات البشرية الياباني ومدير عام**مؤسسة موتوكو كاتاكورا للثقافة الصحراوية عن التراث الثقافي المادي والتغيرات الاجتماعية في وادي فاطمة في خمسين عاماً¡ وهم يتابعون التفاصيل الدقيقة البحثية حتى وصل متحفاً قائماً على مستوى اليابان تتبناه حكومة مدينة يوكوهاما والمعهد الوطني للدراسات الإنسانية بجامعة اكيتا اليابانية.
«المؤسسة» ما زالت خلية نحل أكاديمية في البحث حتى أنشأت متحفاً خاصاً ومع طلاب جامعيين مشاركين في البحث¡ والذين زاروا السعودية للوقوف على بحثهمº لتسمع منهم عبارات رائعة ومشاعر لا توصف عن السعودية والمعيشة فيها¡ يقول أكثرهم: «الإعلام وحده من كان ينقل لنا من تكون السعودية¡ ينقل لنا سلبيات مغلوطة نقلاً عن عدة مواقع وقنوات غربية¡ الواقع اختلف علينا كثيرا كثيراً¡ توقعناه مجتمعاً متجهمًا.. وعندما زرنا السعودية في عدة زيارات علمية واستكشافية¡ وجدنا كل شيء مختلفاً بدءاً من الاستقبال الرائع والابتسامة وخفة الظل والحياة الكريمة¡ حينها فقط مسحنا مباشرة كل ما نقل إلى صورتنا الذهنية عن هذا البلد الجميل».
وأخيراً¡ مهم أن نشيد بسفرائنا السعوديين في اليابان ونزهو بهم فخراً وزهواً وعلى رأسهم البديع سفير خادم الحرمين الشريفين في اليابان الأستاذ نايف الفهادي¡ ومدير المركز العربي الإسلامي د. عبدالله المبارك¡ ومدير رابطة العالم الإسلامي د. أنس يبن مليح الأنصاري¡ ولا ننسى الملحق الثقافي السابق د. عصام بخاري¡ ومبتعثينا الرائعين الذين رسموا الشخصية السعودية الحقيقية بجهود وضاءة وتمثيل مشرف يليق بعلاقة البلدين وأكثر.




http://www.alriyadh.com/1789436]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]