تزايدت مؤخرًا الهجمات على السيدات المحجبات حول العالم¡ ربما كان أكثرها قسوة هو ذلك الفيديو الذي يظهر رجلاً أستراليًا يكيل اللكمات والصفعات لسيدة حامل كانت تجلس وادعة في أحد المطاعم مع صديقاتها.
تلك الهجمات تعطي مؤشرًا على النشاط المتزايد لليمين المتطرف في العالم الغربي.
وبحسب الناقد الإعلامي كاي سوكولوفسكي في حوار جميل أجراه معه موقع قنطرة الألماني¡ فإن هذه الكراهية ليست للمسلمين فحسب¡ بل هي كره للأجانب يتلبس برداء كراهية المسلمين¡ وذلك للتملص من التقريع الذاتي والمجتمعي وتصوير الأمر كنضال ضد المد الإسلاموي¡ وليس ككره للغريب.
ربما يكون سوكولوفيسكي من أهم من كتبوا عن ظاهرة الإسلاموفوبيا من منظور إعلامي¡ خصوصًا في كتابه "صورة عدائية عن المسلمين"¡ حيث يرى أن وسائل الإعلام المهمة تتحمل جزءًا من المسؤولية في تأجيج العداء للأجانب¡ فصحيفة دير شبيغل الألمانية مثلاً استخدمت عناوين تحريضية صادمة يقصد بها هجاء الإسلاموية¡ لكنها عممت على الإسلام مثل "بلاد الله الدموية" و"بنات الله المحرومات" و"البابا ضدّ محمد" و"ألمانيا مكة - الأسلمة الهادئة"¡ التي تنطلق من قناعات رئيس تحريرها آنذاك ستيفان أوست والمعروف بخوفه وغضبه من الإسلام¡ هذه العناوين بحسب سوكولوفسكي تركت أضرارًا فادحة في عقول المتلقين¡ وحقنتهم بجرعة إضافية من الغضب تجاه المسلمين في أوروبا.
موجات العداء ضد الأجانب مرشحة للبقاء فترة أطول¡ وعلى الرغم من انحسار المد الداعشي وعدد الهجمات الإرهابية في أوروبا¡ إلا أن ما حدث ليس من السهل نسيانه¡ وستضاف الآن إليه مبررات أخرى لتقويته¡ مثل منافسة الأجانب للمواطنين على الوظائف¡ وتأثيراتهم السلبية في ثقافة البلد وغيرهما.
التحدي الذي يواجهه العالم كبير¡ ويتطلب عملاً دائمًا لاحتواء هذه الموجة¡ خصوصًا أن العلاقة طردية بين تعاظم نشاط اليمين المتطرف ونشاط الحركات الدينية المتطرفةº إذ يعتبر كل طرف أنه ينتقم من الطرف الآخر¡ بينما هم في الواقع يؤذون العالم وسكانه الآمنين بنفس القدر والهمجية.




http://www.alriyadh.com/1795080]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]