لم يوجد ولن يوجد حزب سياسي في هذه الدنيا لا يطمح للوصول إلى الحكم¡ أن ينضم المرء إلى حزب يعني أن ينضم إلى طموحات هذا الحزب¡ جميع الذين انضموا لحزب الإخوان أو أيدوه أو تعاطفوا معه يشتركون معه في طموحاته السياسية دون أن يدركوا ذلك بالضرورة.
الحزب السياسي كالحزب الجمهوري أو الديموقراطي في أميركا يمكن أن تنضم إلى أي منهما¡**ويمكن أن تعترض عليهما أو تتجاهل وجودهما¡ حزب الإخوان المسلمين لا يترك لك مساحة للحياد¡ إما أن تكون معه أو أن تكون ضده. أي أطروحة دينية لا يمكن أن تقف أمامها على الحياد¡ يقول الحزب إن هدفه استعادة الخلافة¡ في هذه الحالة لم يسألك الانضمام له من عدم الانضمام له¡ فهو لا يراهن على موقفك السياسي وإنما يختبر دينك.
هل تؤمن بالخلافة أم لا¿ هذا سؤال ديني وليس سؤالاً سياسياً¡ إجابتك عليه تقرر حقيقة نظرتك الدينية للخلافة وليس لحزب الإخوان. إذا سمعت شيخاً يقول إن الخلافة هي مستقبل المسلمين وجزء من عقيدتهم¡ وإن هناك شواهد تؤكد ذلك¡ ستقع في مأزق هل تؤيد وجهة نظر الشيخ أم ترفضها¿**قرار يمس عقيدتك الدينية¡ هنا تقع في ألاعيب وحيل الأحزاب الدينية وعلى رأسها حزب الإخوان المسلمين¡ سيجبرك هذا الشيخ على تأييد الإخوان.
في الأحزاب السياسية الأخرى ستجد أمامك مساحة واسعة من الرفض دون إحساس بالذنب¡ قد لا تكون من المهتمين بالسياسة¡**فتعرض عن الأحزاب السياسية كلها¡ وقد تكون مختلفاً مع برنامج الحزب فترفض الانضمام له¡ لكن الحزب المبني على الدين يتحدى إيمانك الديني.
في عصر حسني مبارك وقبله كان أمام المواطن المصري عدة أحزاب: حزب الوفد والحزب الناصري وحزب الإخوان.. إلخ. مجرد التفكير في الاختيار بين هذه الأحزاب قد ينطوي على تكفير. طالما أنك تؤمن أن حزب الإخوان حزب ديني¡ فالأحزاب الأخرى غير دينية. لك أن تتخيل بعد الآن المنافسة بين الإخوان وبين بقية الأحزاب الأخرى¡ الرجل العادي سيرى أن انضمامه للإخوان أو تأييده لهم أفضل له¡ على الأقل من باب الأخذ بالأحوط¡ هؤلاء الذين انضموا للإخوان أو أيدوهم أو تعاطفوا معهم اضطروا إلى ذلك بحكم إحساسهم الديني دون النظر فيما ينفعهم أو ينفع بلدهم.
الحزب الديني لا يمكن أن يكون حزباً بين أحزاب¡ يكسب تأييد الناس العاديين بالخداع¡ يضخم وجهة نظر فقهية مختلفاً عليها عبر قنواته ومساجده حتى يرسخ برنامجه السياسي عبر الدين¡ عندئذ تصبح لعبته "إذا لم تكن معي ستكون ضد دينك"¡ وإذا أيدت الأحزاب الأخرى ففيها شبهة كفر.




http://www.alriyadh.com/1795353]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]