انقضى موسم الرياض¡ جزئيًا على الأقل¡ فيما عدا المناطق التي تشهد إقبالاً متزايدًا¡ دشنت مواسم السعودية مع بداية العام الفائت¡ ولكن موسم الرياض كان دُرتها بالفعل¡ ويُحصى تعداد حضور فعالياته بالملايين¡ والأكيد أن موسم الرياض أيضًا حاز الاهتمام الإعلامي العالمي الأكبر¡ ووفر العدد الأكبر من فرص العمل لشبابنا¡ وكان أكثر المواسم التي قدمت المملكة للعالم كبلد سياحي فريد من نوعه¡ ويمتلك فلسفة ترفيهية مميزة¡ ويصلح أن يكون وجهة سياحية لا تُنسى.. كل ما سبق¡ حقائق لا غبار عليها¡ ولا يستطيع أحد¡ مهما كان موقفه من المواسم وهيئة الترفيه أن يجحدها¡ لكن سؤالاً وجيهًا ومحوريًا أزعم أنه غائب عن المشهد¡ ولا يسعنا سوى إلقاء الضوء عليه¡ ألا وهو: ماذا بعد موسم الرياض¿ إذ على ما يبدو أننا في غمرة احتفائنا بمزايا وإنجازات التظاهرة الفنية والثقافية الكبرى التي احتضنتها بلادنا¡ قد نتجاهل خطوة شديدة الأهمية¡ وهي خطوة التقييم وقياس رجع الصدى¡ ومدى مطابقته للأهداف الأولية.
لا يسعنا في هذه اللحظة سوى إدراك أهمية الخطوة اللاحقة على انتهاء الفعاليات الرسمية لحدث كبير ومؤثر كموسم الرياض¡ فليس بالسهولة المتوقعة تعود جداول الأعمال لسائر عهدها¡ بل لا بد من خوض فترة للتقييم وقياس رجع الصدى وفقًا لأسس علمية سليمة¡ فالعمل الفعلي وجل الجهد يحين بعد انتهاء الموسم وضرورة ترتيب الأوراق¡ ما يبدأ عادة بتحديد الأهداف الأصلية وقياس مدى تحققها¡ اعتمادًا على الجهات المنوط بها استخدام أدوات قياس الرأي العام بشكل احترافي¡ بالطبع شركات العلاقات العامة تقوم بجهود مميزة ومشكورة في تلك الأوقات لكن ربما علينا التفكير بالدور الممكن لوزارة الخارجية القيام به من خلال تحسس التغيرات الطارئة على الصورة الذهنية للداخل السعودي في مواقع مختلفة حول العالم¡ ولا تتوقف عملية التقييم هنا بشكل عام على فحص أعداد الزيارات وحجم الإقبال¡ علينا أيضًا التركيز على جودة الخدمات والرسائل المقدمة من خلال الموسم ووجوهه الإعلامية ومدى تلبية الرسائل الموجهة من قبل ضيوف الموسم من فنانين وشخصيات عامة وجهت لهم دعوات مع أهداف الفعالية.**
قبل المواسم جميعها¡ كانت أهدافنا محض أحلام¡ كُنا نتصور مُستقبل وطننا كبلد سياحي في العماء¡ ولا يسعنا أن نربط ذلك بأرض الواقع¡ ولا أن نرده إلى إحصائية حقيقية من واقع تفضيلات الجمهور¡ أما اليوم¡ فنحن نمتلك في الواقع كنزاً أكبر¡ أرقاماً تشرّح المجتمع إلى تفضيلات جماهيرية ونسب الإقبال عليها¡ على الجانب الآخر¡ العودة للسؤال الأول دومًا لها فائدة كُبرى: لماذا دشنّا المواسم¿ لماذا دعونا النجوم والشخصيات العامة ذات التأثير من حول العالم¿ بالتأكيد كانت لنا أهدافنا الاقتصادية¡ وكذا الأهداف المتعلقة بإعادة تأسيس صورتنا الذهنية إقليميًا وعالميًا¡ وغيرها العديد من الأهداف¡ ما ستقدمه لنا مثل هذه الإجابات¡ هو قياس النجاح بشكل كمي¡ وترجمة النجاح للغة الأرقام¡ وبناءً على الأرقام تلك¡ بوسعنا أن نستخلص حزمة توصيات¡ ليست توصيات جوفاء¡ وإنما توصيات من شأنها أن تضمن نجاح أية فعالية نقيمها على أراضينا في المستقبل.. موسم الرياض انتهى¡ لكننا في انتظار مواسم عديدة¡ بفضل الإحصاء والحصر والتقييم من الممكن أن تتفوق على موسم الرياض¡ والمواسم التي سبقت عليه.




http://www.alriyadh.com/1796970]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]