هل ينقصنا الشعر دائماً كلما اتّسعت اللحظةُ للبوح¿
بل لماذا كلّما تورّط العربي بالحجة أو التجمّل أو حتى الخداع والمراوغة استدعى شاعراً من وراء التاريخ¿!
هل للشعر ذلك السحر الذي لايبطل بالتقادم¡ ولا نشفى منه بالتشكيك فيه¿ ولا حتى نرغب بمكاشفته في مجالس الصدق والكذب¿
يا لها من أسئلة.. تسرّبت من تحت باب عزلتي بيد حفيدي الصغير "فيصل" يمرّر لي رغبته في الجلوس معي أو ابتكار لعبة تجمعنا¡ أو حتى الخروج معاً بسيارتي التي يحب.. وكل هذا يجيء عبر ما يسميه رسالة حب ورقية يحاول التأثير فيها علي بلغة شعرية يجمع كلماتها.. من تطبيق هنا¡ أو أغنية هناك.. أو حتى مما يحب أن يسمع.. فيصل لم يتجاوز السادسة بعد.. يكتب الحروف بصعوبة.. لكن شعوره بها كان أكبر من عثرات أصابعه¡ وقاموس لغته..
كنت أقرأ ما كتب واحتفظ به في جيب عزلتي.. حتى فوجئت بعشرات الأوراق¡ في كل واحدة منها محاولة قصيدة.. ثم لاحظت أن أجمل المحاولات جاءت مكرّرة عبر أكثر من رسالة¡ وكأنه استشعار بالشعر قبل تقديمه إلي¡ وحتما لم يدرك فيصل بعد انشغالي بالشعر أو حتى هويّتي من خلاله¡ لكنّ الأمر يعنيه وحده بمنأى عما يجهله أو يعرفه عني..
إنه الشعر غواية البوح¡ وخارطة التعبير¡ لهذا ينقص اكتمال الكثيرين فينا هذا المدعو "شعر" فيلجؤون إلى محاولته بوعي وبدونه.. وحين يشعرون بالنقص دونه يلجؤون إلى ادعائه ولو بالمال¡ أما حينما يكونون أطفالاً كشأن فيصل¡ فإن الشعر وحده يختارهم للبوح حينما تكون طفولتهم أجمل مراياه...!
فاصلة:
ماذا تمنيت إلا أن أكون أنا
فهل أنا الآن إلا في ضلالاتي¿!




http://www.alriyadh.com/1796962]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]