شاهدت إحدى حلقات برنامج حواري أميركي شهير¡ وفي هذه الحلقة كان مفترضًا أن يظهر طفلان أخوان ظهرا في دعاية شهيرة ليحاورهما المضيف أمام جمهور في استديو التلفاز¡ لكن أحدهما توتر لما رأى الجمهور ورفض الخروج فخرج أخوه¡ وجلس على الأريكة أمامه¡ وبعد أن عرف المضيف أن الطفل الآخر رفض الخروج بسبب التوتر¡ قال للطفل الذي أمامه: من المخيف الخروج أمام الجمهور¡ أليس كذلك¿ ووافقه الطفل. وهذا تصرف جاهل من المضيف – وهو رجل لا أبناء لديه باختياره –¡ فقد عزّز في نفس الطفل فكرة أن الكلام أمام الناس شيء مخيف¡ ولم يكن هذا قصده وإنما أراد إيجاد العذر للطفل الخائف ولكنه فعلها بحماقة¡ خاصة مع استخدامه لكلمة «مخيف»¡ التي لها وقع قوي في النفس¡ وهذا خطأ يقع فيه كثير من الناس بغير قصد¡ فيرغبون فعل خير¡ ولكن الألفاظ تفرض نفسها¡ فمن أمثلة الكلمات السلبية التي يفترض ألا يستخدمها الشخص استخدام كلمة الخوف إذا أراد الطمأنة¡ فلا تقل لطفل أو لكبير: «لا تخف¡ لا تقلق»¡ فتُبرِز له الخوف والقلق¡ وإنما استخدِم كلمات طيبة مثل «ارتح¡ اطمئن»¡ ومثل ذلك:
كلمة سلبية: لا تتردد في الاتصال بي. كلمة طيبة: يسعدني أن تتصل بي.

سلبية: أكره. طيبة: لا أحب.

سلبية: ميب شينة. طيبة: زينة!

سلبية: ما فيه مشكلة. الأفضل: تمام¡ أو طيب¡ أو نعم.

سلبية: المريض (كما تستخدم في المستشفيات). طيبة: المراجع. وقد كان العرب في السابق إذا لدغت الأفعى أحدًا يسمونه «سليمًا» تفاؤلًا بالشفاء ولا يقولون «ملدوغًا».

سلبية: بغيض¡ كريه. طيبة: غير محبب¡ غير مرغوب.

سلبية: بس¡ لكن. هذه تصبح سلبية إذا قلتَها ردًا على شخص يكلمك¡ فيشرح رأيه¡ وتقول «بس كذا وكذا»¡ أو «كلامك صحيح ولكن»¡ وهنا ستكون ردة الفعل الداخلية سلبية إذا سمع منك لكن¡ فهي تنقض ما قبلها¡ والأفضل استخدام حرف «و». جربها وستجد أن كلامك صار أكثر إيجابية والآخرين يتقبلون آراءك أكثر وإن كانت فعليًا تخالف آراءهم.

لا تستهِن بتأثير حروف وكلمات صغيرة حتى لو اعتدت استخدامها.




http://www.alriyadh.com/1797696]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]