بعد مقتل الهالك «قاسم سليماني» الجنرال الإيراني¡ الذي تسبّب في مقتل وتشريد الملايين من المسلمين في خرائط العالم العربي في العراق وسورية واليمن¡ وغيرها¡ قدّمه موقع المرشد الأعلى خامنئي شهيدًا في الجنة!¡ في لوحة استشرافية لعبت فيها تقنيات الصورة الحديثة دورًا ليبدو سليماني في حضن الحسين معانقًا إياه¡ فموقع خامنئي الرسمي يصف سليماني «بالعباس بن علي» شقيق الحسين بني علي¡ ويريد إيهام الشعب الإيراني بأن ما حدث لسليماني يشبه تمامًا ما حدث للحسين والعباس في معركة كربلاء¡ وفي تلك اللوحة «الموجّهة¡ أو المصنوعة بفرشاة التضليل والكذب والتزوير» يظهر قاسم سليماني (العباس) مقتولًا ويستقبله الحسين بن علي (في الجنة) بعد مقتله على يد ترمب ( يزيد بن معاوية)¡ وهو منفذ تاريخي قديم لجأ إليه الفرس منذ تاريخنا الأول ليجدّدوا عهدهم بالانتقام من المسلمين الذين قضوا على مملكتهم الفارسية ذات عهد مجيد¡ في المقابل لم تنطلِ حيلة تسييس الفن واللعب على حواس البسطاء لدى الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي حينما باشروا بالرد في صورة مماثلة للمسيح يحتضن ترمب¡ وزعم بعضهم أن مصدرها البيت الأبيض¡ وإذا صحّ هذا فإن أميركا بلد المدنية والواقعية دخلت هذه اللعبة السياسية الغيبية حتى لو من باب التندّر بتلك اللوحة الخامينئية المجنّحة¡ في كوميديا بائسة¡ وتسطيح واعٍ لهذه الأيدولوجية المستهلكة والبائدة...!
ولعلّ كل ما ذكر يدور في فلك المماحكات والنزاعات السياسية التي تحاول تسييس كل شيء حتى الغيب كما هو شأن هذه الصورة وردود الأفعال حولها.. ولكن ماذا عن الفن¿ هذا الإرث الإنساني العظيم الذي محّص التاريخ وخبره وغبر أسواره بعد أن كتبه المنتصرون دائمًا¡ هل سيقدم هذه اللوحة أو الصورة بعد أجيال على أنها نموذج حي للتخلّف والسذاجة وتسطيح الوعي¡ أم أن السياسة التي تجرأت هنا وسيّست حتى الغيب¡ ستلتهم الفن هي الأخرى وتقدم هذه اللوحة لأحفاد أحفادنا على أنها رؤيا إيمانية عبرت من هنا أو هناك ذات تاريخ..!
فاصلة:
قال المتنبي قبل أكثر من ألف سنة:
كلما أنبتَ الزمانُ قناةً
ركّب المرء في القناة سنانا
فاصلة:
ماذا تمنيت إلا أن أكون أنا
فهل أنا الآن إلا في ضلالاتي¿!




http://www.alriyadh.com/1798067]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]