لا أعرف نوف سلطان إلا من خلال المذياع¡ لكني أتوقف عند قصص النجاح في أي مجال للتعريف بالنجاح وتقدير صاحبهº تعزيزاً للتفكير الإيجابي في المجتمع¡ أكتب عنها كحالة عامة ونموذج من نماذج النجاح المنتشرة في بلادنا في كل مجال ونحاول دائماً التقاطها وتسليط الضوء عليها للفائدة العامة.
كنت أستمع لها في برنامج صباحي بإذاعة الرياض¡ لفت نظري الصوت واللغة الراقية¡ انتقلت بعد ذلك إلى إذاعة "يواف إم" في قرار استقطاب ذكي من إدارة هذه الإذاعة¡ في هذه التجربة الجديدة صارت تعد وتقدم برنامجاً صباحياً يحمل عنوان (ستة الصبح) فاز بجائزة ذهبية على مستوى الخليج.
تابعت هذا البرنامج بشكل شبه يومي¡ كنت أجد فيه روح التفاؤل¡ والتنوع¡ والتحفيز على النجاح خاصة لمن هم في بداية الطريق¡ كنت أجد فيه راحة نفسية وملاذاً من الأخبار السياسية المرعبة¡ وأجد فيه نافذة تمنحني إطلالة طازجة على المجتمع.
كان سر نجاح هذا البرنامج هو نوف سلطان¡ برزت قدراتها وثقافتها في هذا البرنامج لأنها وجدت مساحة للمرونة وبيئة عمل محفزة استثمرتها للتطوير والتنويع والإبداع.
في برنامجها الصباحي يمكنني تشخيص نجاحها بعدة عوامل منها ما يلي:
الهوية الواضحة للبرنامج.

الشغف.

الاهتمام بالإعداد والتحضير.

الثقافة.

الصوت.

مهارة الإنصات.

التفاعل الإيجابي مع المتصلين والذكاء في التغذية الراجعة.

البحث المستمر عن التطوير والأفكار الجديدة.

القدرة على التقاط الجديد من أفكار ومبادرات وتجارب المتصلين وتشجيعها.

قدرتها على أن تكون من أصدقاء النجاح بمعايير موضوعية.

استضافة الأطفال في فقرة (طيور الصباح) وهي فقرة جميلة تحتضن الأطفال عاطفياً ليعبروا بطريقتهم البريئة عن مشاعرهم وطموحاتهم¡ التفاعل مع الأطفال والإنصات لهم مهارة جميلة¡ وأسلوب تربوي مؤثر¡ الأستاذة نوف تسأل الأطفال عن رغباتهم في المستقبل فإذا قال الطفل إنه يتمنى أن يكون مهندساً فإنها تناديه بالمهندس أو الطيار أو المعلم وهكذا حسب رغبة كل طفل¡ وفي هذا تشجيع على تحقيق الأحلام وتعزيز الطموحات.

في زحمة البرامج الإعلامية التي يحتفي بعضها بالتفكير السلبي¡ كان برنامجها يجد من فئات عمرية مختلفة مساحة للأمل والتفاؤل¡ وخطاباً اجتماعياً مفيداً وخطاباً دينياً بلغة تربوية.
تلك تجربة إذاعية ناجحة بمعايير متابعة وتفاعل المستمعين¡ توقف البرنامج لأسباب تعرفها إدارة الإذاعة ولا يعرفها المتابع الذي كان يتمنى استمراره¡ رغم التوقف كان البرنامج تجربة إذاعية فريدة تستحق التقدير والإشادة¡ ولعلي أقترح على وزارة الإعلام استقطابها للاستفادة من خبراتها وقدراتها للمساهمة في مرحلة التطوير التي تمر بها الوزارة.




http://www.alriyadh.com/1798243]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]