منذ إعلان الرئيس الأميركي عن خطته للسلام في الشرق الأوسط وتباينت الآراء حولها بين مؤيد ومعارض¡ فالبعض رأى فيها فرصة للسلام الذي لم يتحقق رغم العديد من المبادرات التي تم طرحها عبر السبعين عاماً الماضية¡ والتي كانت دائماً ما تواجَه بتعنت إسرائيلي لتخدم مصالح إسرائيل ومصالحها فقط¡ دون النظر إلى مصالح الفلسطينيين أو حقوقهم التاريخية.
ما يزيد الأمر تعقيداً هم من يتاجرون بالقضية الفلسطينيةº لتحقيق مكاسب سياسية ومواقف هي أبعد ما تكون عن الواقع¡ ومن تلك المواقف موقف الرئيس التركي من خطة السلام الأميركية¡ الذي كان مماثلاً لمواقف سابقة تدافع عن القضية الفلسطينية في العلن وتعمل على توثيق العلاقات مع إسرائيل في الخفاء¡ في امتداد لتاريخ مليء بالتناقضات والمواقف التي يتم توظيفهاº لتظهر أن تركيا مع القضية قلباً وقالباً¡ وهي في حقيقة الأمر لها علاقات أكثر من وثيقة مع إسرائيل¡ فتركيا أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل في العام 1949¡ وتعتبر إسرائيل واحدة من أهم 5 أسواق تسوّق فيها تركيا بضائعها¡ حيث بلغت المبادلات التجارية بين البلدين في العام 2016 أكثر من 4.2 مليارات دولار لترتفع بنسبة 14 % في العام 2017¡ بل إن تركيا تُعد ثاني دولة بعد الولايات المتحدة تحتضن أكبر مصانع أسلحة للجيش الإسرائيلي¡ هذا عدا اعتراض نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم على مشروع قرار طرحته المعارضة أمام مجلـس النواب لإلغاء جميع الاتفاقات المبرمة مع إسرائيل.
من هذا المنطلق لا يحق للرئيس التركي أن يظهر بمظهر المنافح عن القضية الفلسطينية في الوقت الذي تقيم فيه بلاده علاقات استراتيجية وثيقة مع الحكومة الإسرائيلية¡ لا يبدو أنها قابلة للتغيير.




http://www.alriyadh.com/1801886]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]