الأسبوع الماضي كنت أتحدث عن أن المملكة ينبغي أن تأخذ أسلوباً هجومياً في طرح وجهة نظرها في ما يخص قضايا البيئة والتغير المناخي التي تتعرض للوقود الأحفوري ومنها البترول والتعرض أيضاً للصناعة البتروكيميائية¡ وعندما أقول هجومياً أعني فيه وعي الناس وليس المشرعين وأهم شريحة من الناس هم نحن السعوديين.
الجهات الرسمية السعودية تتواصل مع الجهات المشرعة عالمياً بكل اهتمام مثل وزارة الطاقة وكان للوزارة الفضل في مواجهة تشريعات كان من الممكن أن تهدد اقتصاديات الدول النامية¡ ولكن هنالك خطراً آخر لا يقل أهمية وهو مفاهيم الناس غير الدقيقة لحقيقة المخاطر البيئية التي عبرها تذهب الشركات العالمية لتعزز ما يناسب مواردها ومنتجاتها والأمثلة كثيرة.. مثلاً البنوك في العالم تحاول عبر فكرة الضرائب الكربونية أن تطرح LIBOR يحسب الفائدة على الغازات الدفيئة¡ هذه الفكرة هدفها الأول والأساسي هو صنع سوق جديدة للمصارف الكبرى خصوصاً التي عانت بعد الأزمة المالية¡ شركات التغذية الناشئة التي ترى سوق اللحوم الضخمة التي تبلغ 1.8 ترليون دولار لتخترق هذه السوق¡ انظروا إلى نمو مبيعات عوائد شركات التغذية التي تصنع البديل البروتيني من النباتات أو (الهمبورغر النباتي)¡ السيارة الكهربائية الكل يراها المستقبل النظيف رغم أنها غير مجدية اقتصادياً لكن ماذا عن معادن بطاريتها والتلوث الذي أحدثته في وديان وأنهار الدول المنتجة لا أعتقد أنها تستحق أن توصف بالنظيفة وتلوث الدول المنتجة في تزايد.
كل هذه المنتجات ظهرت بفضل قناعة الناس واعتقاداتهم وقدرة الشركات على تسييل ماديًا (monetize) هذه الأفكار وهذا أخطر من التشريعات¡ حتى في المملكة استمع إلى كثير من الآراء المكررة والمنقولة من الخارج¡ كنت في زيارة لمطعم ووجدته يقدم الملاعق والشوك الخشبية بدل البلاستيك¡ الخشب الذي نستورده والذي ينتج من الشجرة خط الدفاع الأول لكوكب الأرض والتي تتناقض سنوياً دون تصعيد إعلامي¡ من جهة أخرى البلاستيك واتهامه بحجم نفاياته البحرية غير صحيح لأن 80 % مصدر هذه للنفايات هي خمس دول آسيوية فقط والتي ممكن أن تطور نظام صرف نفياتها¡ والأهم أن للبلاستيك دوراً مهماً في ترشيد الطاقة من حيث انخفاض وزن الأجهزة وحفظ صلاحية الغذاء والأدوية.
مفاهيم الناس وقناعتهم لا تقل خطورة عن التشريعات والأنظمة ودور التوعية لحقيقة المخاطر البيئية يجب أن تتكاتف عدة مؤسسات في توضيحه¡ والوعي هو مسألة توليها قيادتنا الحكيمة كل الاهتمام لذلك اهتمت بالوعي لخطورة التعصب الديني وحق المرأة في المشاركة وأهمية الثقافة والفن وحقيقة التحديات البيئية لا تقل أيضاً أهمية. قضية الاحتباس الحراري مثل أي تحدّ تتطلب أسلوب (الشطرنج) من دفاع وهجوم¡ وخير وسيلة للدفاع هي الهجوم.




http://www.alriyadh.com/1802317]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]