نشر خبير التعليم الأميركي لورنس بيتر كتابًا وضع فيه مبدأً سماه على اسمه¡ تعرف عليه بعد أن تعمق في الأهرام الوظيفية¡ فصار يلاحظ شيئًا متكررًا وسماه في النهاية "مبدأ بيتر"¡ وهو أن الإنسان في الهرم الوظيفي يعمل بكفاءة ثم يترقى إلى أن يصل إلى مرحلة من عدم الكفاءة تمنعه من الترقي¡ وهي التي يبقى عليها بقية عمره. من يصل لمرحة عدم الكفاءة لا يبدو عليه الفشل¡ بل العكس¡ إنه يعمل بنشاط¡ لكن الفرق يأتي من مقارنة الإنتاجية¡ فغير الكفء لا يُنتج أهدافًا فِعلية ملموسة كما يوحي ظاهر عمله.
يرسم الكاتب مستطيلًا¡ يبدأ من اليسار بالفشل¡ وينتهي بالكفاءة البالغة على الطرف الأيمن¡ ويقول إن الدوائر والمؤسسات عادة تقص هذا الشكل من الجانبين¡ وتتخلص من كلا الطرفين: الفشل الواضح والكفاءة القصوى. وهذا الأخير هو أحد المبادئ الأخرى¡ وهو أن الكثير من المديرين في الهياكل الوظيفية عادةً يفضلون عدم الكفاءة على الكفاءة "الزائدة"¡ فالكفاءة البالغة قد تكون سببًا للتقييم السيئ بينما عدمها لا يضر إلا في الحرمان من الترقية¡ ومن أسباب كراهيتهم للكفاءة البالغة أنها تُخل بالهيكل الوظيفي¡ فإذا تجاهلتَ بعض القوانين الرسمية وأنجزت أعمالًا كثيرة انتقدوك.
يقول بيتر إن كفاءة الموظف لا يحددها الرئيس التنفيذي وإنما المدير المباشر¡ فإذا كان المدير غير كفء فإنه يقيّم على الإجراءات¡ فتكون أهم معاييره الالتزام بالقواعد¡ الانضباط في الحضور¡ العمل الورقي¡ الترتيب¡ وهكذا. وهذه من أبرز علامات المدير غير الكفء حسب كلام بيتر: إنه يهتم بالإجراءات أكثر مما يهتم بالعمل نفسه¡ والذين يلتزمون بهذه المعايير هم أصحاب الترقيات في الأماكن عديمة الكفاءة¡ حيث الانضباط الصارم والالتزام بالقوانين هو ما يهم وليس العمل نفسه. أما المدير الكفء فمعاييره تعتمد على الإنتاجية حسب كلام بيتر¡ فالموظف الكفء بالنسبة له هو الموظف الذي يحقق أهدافًا مرسومة¡ وينتج بكفاءة¡ وينجز أعمالًا ملموسة.
هل هناك حل¿ يقول بيتر إن من يصل لهذه المرحلة فلا حل له إلا الترقية. لكنه وصل أصلًا لأقصى مرحلة تستطيع كفاءته أن توصله لها! والأفضل هو ما يصفه خبراء النفس لهؤلاء بأن ينشغلوا بهواية يعشقونها (جمع الطوابع¡ الطبخ.. إلخ)¡ فإذا ما انشغل بها المرء يصل لمراحل من الكفاءة تُحسِّن من حاله قليلًا حتى لو كانت في مجال لا علاقة له بالعمل.




http://www.alriyadh.com/1807668]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]