سعر الفائدة من السياسات النقدية التي تتبعها الدول وبنوكها المركزية في معالجة الاقتصاد¡ سواء كان في حال النمو أو الانكماش¡ والغالب أنها بمراحل الانكماش¡ والبنوك المركزية تتبع سياسات مالية ونقدية¡ وسعر الفائدة هو من السياسات النقدية¡ التي تهتم بالمعروض النقدي والسيولة¡ والبنوك والاحتياطيات والتضخم وضبط كل ذلك¡ وتحفيز الاقتصاد. البنك الفيدرالي الأميركي اعتمد أول من أمس خفض سعر الفائدة على الدولار بمقدار 50 نقطة أو 0.5 % وتبعه بذلك الدول التي ترتبط بالدولار. وهذه المرة مفاجأة وغير متوقعة¡ فهي أتت بوقت غير معتاد ولكن لظرف أيضاً غير معتاد فـ"كورونا" اليوم هي حديث كل الإعلام وشبكات التواصل¡ والتي ألقت بظلالها على اقتصادات الدول¡ والخوف من التباطؤ الاقتصادي الذي أتى بسبب ما يحدث في الصين التي أصبحت معطلة كـ"مصنع" للعالم¡ وأخرت شحنات وأعطت إجازات مفتوحة للمصانع حتى يتم محاصرة الوباء الذي أصبح مسيطراً على كل المشهد العام. والسؤال هل ستنجح سياسية النقدية وخفض الفائدة في تحفيز الاقتصاد الأميركي والعالم¿ بالنظرة الأولى هي خطوة كبيرة ومؤثرة في التحفيز وخلق نشاط اقتصادي¡ ولكن كل ذلك لن يكون مجدياً مقارنة بتوفر أخبار إيجابية تقول "انحسر الوباء" أو "تراجع الوباء" فحتى حين تصل لمستوى الصفر لن تكون محفزه في ظل ما يحدث من "خوف وهلع" في الأسواق سواء بورصات أو غيرها¡ حتى أن حركة السفر والنقل تعطلت أو تأجلت¡ وألغيت الكثير من المعارض الدولية من جنيف إلى برشلونة إلى اليابان¡ والصين لديها أيضاً معرض في مايو يعد الأكبر¡ والأرجح أنه سيلغى.
توجيه الجهود إلى علاج وحل الوباء هو المهم اليوم¡ فمهما عمل من سياسات نقدية لن تجدي إلا مؤقتاً¡ لظروف اليوم غير الطبيعية والاستثنائية¡ ويظهر ما يحدث اليوم حجم "هشاشة" مواجهة الأوبئة في العالم ككل حتى الأكبر فهذه الصين وإيطاليا والولايات المتحدة كلها لديها مصابون ووفيات بأعداد تعتبر كبيرة¡ حتى أن دولاً فقيرةً جداً لم يصلها الوباء¡ فقواعد هنا مختلفة كلياً¡ بحيث إن ضريبة النمو والتطور الاقتصادي والسفر والتنقل لها ثمن¡ ولا يعني التخلي عن كل شيء¡ ولكن بقدر ما يبحث العالم عن النمو والاستمرار السؤال هنا هو ماذا أعد في حالات الأزمات كما يحدث اليوم¡ فنجد الدول الأوروبية والصناعية¡ وكأن الحدث فجائي وبدون مقدمات¡ رغم اليقين أنه من صنع الإنسان وهو يدمر نفسه¡ بقدر ما ننشد النمو والعمل الاقتصادي¡ يجب أن يكون هناك احترازات واستعدادات لمواجهة أي متغيرات قد تحدث وترصد لها الميزانيات والجهود¡ وهو ما لم يحدث ونرى ما يحدث اليوم حول العالم.




http://www.alriyadh.com/1808558]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]