مع كل أزمة أو قضية¡ تتجدد هذه الحقيقة¡ أن المملكة تقف دومًا في مرمى سهام الشائعات¡ سواء من خصومها الإقليميين¡ أو بعض الكيانات الدولية المغرضة¡ أو بعض وسائل الإعلام العالمية المأجورة.
أزمة كورونا الأخيرة¡ تعد واحدة من تلك الأزمات التي تعد بيئة نشطة وخصبة لاشتعال حرب الشائعات تلك¡ وتغذيتها بعشرات المعلومات المزيّفة يوميًا¡ بالتأكيد هذا النموذج من الحروب المعلوماتية في المقام الأول¡ يعد سمة مميزة من سمات العصر الرقمي الذي تلعب فيه وسائل الاتصال دورًا مزدوجًا يتمثل في: سرعة تواصل المعرفة¡ كما يسهم بالقدر ذاته في سرعة انتشار الشائعة¡ إلا أن وضع المملكة العالمي¡ يحتم على مواطنيها وجهازها الإداري¡ أن يكونوا على قدم الوعي لمجابهة هذا النوع من الحروب والتصدي لها.
بالرغم من ضراوة الصراع ما بين المعلوم والمجهول¡ والحقائق والشائعات¡ يقع على المواطن عبء خاص لمجابهة الشائعات بنفسه¡ عبر اختيار المصادر الموثوقة أثناء القراءة ومطالعة المواد الخبرية والعاجلة¡ فإن تأتي المعلومة من مصدر أصيل وتُنشر بوكالة الأنباء الرسمية¡ خيرًا من آلاف المشاركات العشوائية على الصفحات والحسابات غير الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي¡ فلا بد من أن تأتي المبادرة من الداخل السعودي من شخوص المتابعين والمهتمين¡ لوقف تداول الشائعات¡ والمعلومات المتناقضة ذات المصادر المجهولة¡ الوعي هو الخطوة الأولى لتمييز الغث من السمين¡ ومن ثم تخفيف حدة الذعر خلال الأوقات العصيبة ومواجهة الأزمات الطارئة¡ سواء المتعلقة بالمملكة أو عامة الأثر والعالمية كالتعامل مع فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
عطفًا على دور المواطنين¡ يقع على الجهات والوزارات المعنية العبء الأكبر¡ فإذا اعتبرنا أن الشائعة سلاح يمكنه أن يصيب صورة المملكة¡ ويحدث بلبلة مجتمعية نحن في غنى عنها¡ فإن السلاح المضاد والرادع للشائعة¡ ليس إلا توفُر المعلومة الصحيحة من مصادرها الموثوقة على مدار الساعة¡ خصوصًا في أوقات الأزمات كهذه الأزمة.




http://www.alriyadh.com/1808813]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]