يبدو أن هذه العبارة تصلح شعارًا مناسبًا لكل زمان ومكان¡ وهي أحد الحلول الناجعة في الحياة عمومًاº أعجبتني هذه العبارة كثيرًا¡ ولا أدري لماذا بدأتُ ألمس فيها حلاًّ أمثل لمقاومة الضغوط¡ والتغلب على الصراعات¡ ومواجهة التحديات¿! ويظهر أنها ستحقق كثيرًا من الراحة¡ والأمان¡ وربما النجاح لمن يحاول تطبيقها في حياته¡ أو يروم توظيفها في شتى الظروف المحيطة به: في العمل¡ أو في الدراسة¡ أو في السفر¡ أو في النزهة¡ أو حتى على مستوى العلاقات الشخصية بين الأزواج¡ أو الأقرباء¡ أو الأصدقاء.
لقد وجدت هذه العبارة عند الأميركي باتريك لينسيوني مؤسس ورئيس شركة (تابل جروب The Table Group) المتخصصة في مجال تطوير المجالس التنفيذية للشركات العالمية¡ وقد عمل مع الآلاف من كبار الأعضاء التنفيذيين في عديد من المؤسسات المختلفة¡ بدءًا من أكبر الشركات المعروفة في الولايات المتحدة في المجالات المختلفة¡ والشركات المبتدئة في مجال صناعة التكنولوجيا المتقدمة¡ إلى الجامعات والمؤسسات غير الربحية. وقد وضع في كتابه (أوجه الخلل الخمسة التي تصيب أي فريق) مصطلح التناغم المصطنع حلًا مقابلًا للصراع في مختلف تحولاته وتشكلاتهº كان يرسم هرمًا ويضع في داخله المشكلات¡ وفي مقابلها كان لا يكف عن جعل (التناغم المصطنع) علاجًا لأوجه الخلل الخمسة التي حددها.
ولئن كان هذا التناغم المصطنع واحدًا من أهم قواعد التشجيع السلوكي¡ وأساسيات تحفيز الذات¡ وتطوير القدرات¡ فلربما ساغ لنا نقله من بساطة هذا إلى فضاءٍ تداوليº إذ إننا بحاجة ماسة يوميًا إلى أن نمارس نوعًا من المجاملات التي تختلف درجاتها باختلاف المقام¡ والمتلقيº نحن بحاجة إلى هذا التناغم في سلامنا¡ وكلامنا¡ وتصرفاتنا¡ وسائر أمورنا¡ على أن يكون ذلك التناغم موزونا ومقيسًا¡ وإلا لما سمي تناغمًا¡ فالأمر يحتاج إلى دقة في ضبط هذه الحالة من الشعور لمسايرة واقع ما¡ أو معايشة ظرف معين¡ مع الصغير¡ والكبير¡ والقريب¡ والبعيد¡ ومن عرفنا¡ ومن لم نعرف.
هذا التناغم يعد مرحلة وسطى بين الاقتناع والامتناع¡ ولكنه في بعض الحالات قد يصبح أمرًا محمودًا¡ ولا سيما إذا كان بابًا يفضي إلى شيء جميل¡ أو معنى حسن¡ أو كان حلاًّ لإشكال معين¡ وقد يكون غير محمود إذا نزل إلى مستوى من الابتذال¡ والاستهجان¡ وعلى ذلك فإن التناغم المصطنع مقياس تداولي مهم¡ وليس معيارًا سلوكيًا فحسب¡ وهو - في نظري - فن أخلاقي في التعامل مع الناس¡ يجعلنا أكثر تكيّفًا وتواؤمًا مع أهوائهم¡ وميولهم¡ وتصرفاتهم¡ وعاداتهم¡ ومن ثم يقودنا هذا التناغم إلى عالم أكثر توازنًا وانسجامًا مع الحياة وأعبائها.




http://www.alriyadh.com/1808853]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]