عندما كنا صغاراً حفظونا مجموعة من الحكم والمحفوظات والأناشيد. كمية من الكلام في أشكال مختلفة من التعابير نحفظها من دون أن ندرك معانيها. أن تحفظ الآن وتفهم بعدين. المشكلة أن كل الحكم التي تجرعانها لا قيمة لها من دون تأصيلها كسلوك في حياتنا. انتهينا من المدرسة من دون أن نتلقى تدريباً عملياً عليها.
غرس آباؤنا فينا حب الصلاة وفضلها ولكنهم لم يكتفوا بالجانب النظري. كان الجانب التطبيقي حاضراً منذ اللحظة التي بدأنا ندرك معنى الصلاة. فسار التدريب النظري مع التدريب العملي يداً بيد. هذا النهج لم يكن جزءاً من منهج المدرسة. كانت مواد المدرسة مجرد دفق نظري من المعلومات والنصائح كما يقول المثل الشعبي (تدخل من ها الأذن وتخرج من الأذن**الثانية).
كثير من أبناء جيلي يتذكر درس المطالعة الذي يقول (لا ترمي قشر الموز). المعروف أن قشر الموز زلق قد يؤدي إلى انزلاق من يدعس عليه. هذه النصيحة أوسع من مجرد تعرض إنسان إلى الانزلاق.**ولأننا لا نعرف الموز في ذلك الحين ولم يشرح لنا المدرس دلالة المثل مازلنا حتى الآن نرمي قشر الموز سواء كان موزاً حقيقياً أو مثيلاته في الحياة.**
من بين أهم أناشيد المدرسة نشيد بعنوان الولد النظيف. تقول بعض كلماته: (الولد النظيف منظره**ظريف والولد المستقذر كلنا نحقره) لا أتذكر أن المدرس أو المراقب أثناء الطابور الصباحي إن كان يدقق على قيافتنا ونظافة ملابسنا. شيء مثل هذا يقوم به بعض المدرسين بشكل غير منهجي وأحياناً كثيرة بشكل عنيف. أتذكر أن مدرساً كان يقمع أظافرنا (المستقذرة) بحافة المسطرة.**
آمنت دائماً أن التعليم في دول مثل المملكة يجب أن يتضمن التربية.**التدريب على سلوكيات العصر الحديث المستمدة من العلم. غسل اليدين بالصابون تفريش الأسنان استخدام الحمام بطريقة صحيحة وصحية والفرق بين الأكل باليد والأكل بالملعقة تنويع الطعام¡ وتعلم كلمات المجاملة ..إلخ.**
اليوم بعد مرور سنوات طويلة على مقاعد الدرس اكتشفت أن مقولة: (لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد) قاعدة جوهرية بدونها لا يمكن للمرء أن يحقق أي نجاح. الإنجازات الصغيرة هي التي تقف وراء الإنجاز الكبير في حياة الناجحين. تجديد جوازك في وقته إصلاح سيارتك, الكشف الطبي عن الحرقان الخفيف في معدتك. أمور كثيرة تعودنا أن نؤجلها إلى آخر لحظة لأنها غير ملحة. إذا جمعتها مع بضعها البعض ستكتشف أن تأجيل أدائها في وقتها هو السبب في فشلك في تحقيق حلمك الكبير.**
علمتنا المدرسة أساسيات الحياة¡ ولكن بشكل نظري. كم تمنيت أن تعلم المدرسة أولادنا التربية قبل العلم.




http://www.alriyadh.com/1808982]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]