تؤمن المملكة أن صحة المواطن والمقيم على أرضها خط أحمر¡ لا يمكن المساس به¡ أو الرهان عليه أو المخاطرة بسلامته تحت أي ظرف من الظروف¡ ومنذ ظهور فيروس كورونا الجديد في الصين¡ وانتقاله -تباعاً- إلى دول العالم¡ وحكومة المملكة تراقب وتتابع الشأن الصحي في الداخل والخارج عن كثب¡ ولا تتردد في اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية التي تبعد الخطر عن الجميع.
حرص المملكة على صحة المواطنين والمقيمين¡ دعاها بالأمس إلى قرار فرض العزل الصحي على محافظة القطيف وضواحيها¡ ومنع الدخول أو الخروج منها¡ وبعدها بساعات¡ لم تترد الجهات المعنية في إعلان قرار تعليق الدراسة في جميع مناطق ومحافظات المملكة اعتباراً من اليوم وحتى إشعار آخر.
ويندرج القراران ضمن إجراءات المملكة الصحية الاحترازية المُوصى بها من قبل الجهات الصحية المختصة¡ لمحاصرة فيروس كورونا¡ ومنع انتقاله من المحافظات أو المناطق المصابة إلى المحافظات أو المناطق الأخرى¡ فضلاً عن حماية الطلاب والطالبات وأعضاء الهيئة التعليمية من المخاطر.
قرار تعليق الدراسة اتسم بالشمولية¡ فهو لم يعلق الدراسة في منطقة بعينها¡ أو مرحلة دراسية دون أخرى¡ وإنما قام بتعليقها في جميع مدارس ومؤسسات التعليم العام والأهلي والجامعي والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الحكومية والأهلية¡ وهذا فيه تأكيد على حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على توفير أقصى درجات الأمن والحماية لجميع أبنائها الطلاب دون تفرقة أو تمييز.
شمولية القرار ذاته¡ ظهرت أيضاً في جانب آخر مهم¡ فالقرار لم يقتصر على تعليق الدراسة فحسب¡ وإنما شمل طمأنة الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم¡ بأن العملية التعليمية ستواصل مسيرتها ونشاطها اليومي عن طريق تفعيل المدارس الافتراضية والتعليم عن بُعد طيلة فترة التعليق¡ وهو ما يعكس جدية الحكومة¡ واستثمارها المثالي لما توفره تقنيات الاتصال الحديث ووسائل التواصل من قدرات وإمكانات تضمن استمرار العملية التعليمية ووصولها إلى المستهدفين¡ دون تجمعات بشرية¡ ودون خوف وقلق وتوجس من انتقال الفيروس بين الطلاب لا قدر الله.
وتبقى الحكمة في قرار تعليق الدراسة أنها جاءت نظرًا لتزايد تسجيل الحالات الإيجابية على مستوى العالم الحاملة للفيروس واحتمالات انتشاره وبسهولة في التجمعات البشرية في المدارس والجامعات¡ ومن ثم انتقاله إلى المنازل¡ وفي هذا مجازفة ومخاطرة كبيرتان¡ رأت المملكة أن توقفهما بتعليق الدراسة¡ في الوقت نفسه¡ لن تتردد المملكة في اتخاذ أي إجراءات أخرى جديدة لمواجهة هذا الفيروس الذي يسرح ويمرح في العالم كيفما يشاء¡ متسلحاً بأن لا علاج له حتى هذه اللحظة.. حفظ الله المملكة وحفظ قادتها وشعبها من كل مكروه.




http://www.alriyadh.com/1809384]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]