هل يمكن أن يتحول الحوار إلى معرض¿¡ ثقافة الحوار¡ التنوع¡ احترام الاختلاف¡ أدب الحوار¡ الموضوعية¡ هذه المبادئ يتم التوعية بها وتعزيزها عادة من خلال الخطاب النظري مثل المحاضرات والندوات وبرامج التدريب والأفلام والمقالات وغيرها. مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني انتقل من الخطاب النظري إلى أسلوب عملي تفاعلي بإنشاء معرض يساهم في التوعية وترسيخ ثقافة الحوار¡ أعترف أنني قبل زيارة المعرض كانت في ذهني علامات استفهام وتعجب عن معرض الحوار¡ قرأت في التعريف به في موقع المركز (أنه معرض تفاعلي هو الأول من نوعه في المملكة ويهدف إلى ترسيخ ونشر ثقافة الحوار من خلال وسائله التفاعلية باستخدام أحدث التقنيات التي تقدم للزائر تجربة فريدة عبر 12 محطة يستخدم في كل منها تجربة مختلفة تساعد في فهم ثقافة الحوار).
بعد زيارتي للمعرض تأكدت أن التعريف السابق مطابق للواقع وأن زيارة هذا المعرض الجميل ممتعة ومفيدة وتمنيت - لولا التكلفة - تواجده في كل مدرسة وجامعة¡ معرض فيه إبداع في فكرته وتصميمه ومحطاته التفاعلية.
هذا المعرض الرائع يعزز من علاقة المركز بالمجتمع واستثمار التقنية في التعريف بمبادئ الحوار ويتفق مع رسالة المركز في ترسيخ ثقافة التسامح والتنوع ونبذ التطرف والتعصب¡ وتعزيز الوحدة الوطنية.
المعرض جزء من منظومة وطنية هي مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي يمثل وجوده بحد ذاته تقديم رسالة حضارية إلى العالم بأن المملكة تحتضن ثقافة التسامح والحوار وترحب بالتنوع والتواصل الإنساني لخير البشرية.
من يزور المركز سوف يسر بما يقدمه من أنشطة وفعاليات متنوعة تشمل كافة فئات المجتمع منها برامج قصيرة لتنمية مهارات الحوار ومنها برامج تأهيل تشمل تأهيل مدربين للإرشاد الأسري¡ وتأهيل لكيفية الحوار مع الطفولة¡ هذا جزء من كل يتضمن فعاليات أخرى مثل اللقاءات الوطنية الفكرية والندوات الحوارية وغيرها.
حين كنت أتجول في المعرض كان أول ما بدر إلى ذهني هو كيفية تفعيل استفادة التعليم بمراحله المختلفة ليس من المعرض فقط ولكن من كافة الأنشطة والفعاليات التي يقدمها المركز¡ أتساءل عن مشاركة القطاع الخاص من خلال مبادرات المسؤولية الاجتماعية لدعم العلاقة التفاعلية بين المركز وقطاع التعليم من خلال مشروع استراتيجي يساهم في دعم مسيرة تطوير التعليم والانتقال من التنظير إلى التعلم بالممارسة واكتساب القيم التربوية التي تسبق التعليم¡ والتأسيس لثقافة الحوار والتنوع والاعتدال والتسامح.
مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يستحق التقدير والثناء على ما يقدمه من أنشطة وفعاليات بكفاءات وطنية مميزة¡ كما يستحق في نفس الوقت تغذية راجعة لتحقيق مزيد من التطوير والتأثير¡ وفي هذا المقام أرجو من المسؤولين الأفاضل في المركز الرجوع إلى مقال سابق لصاحب هذه السطور نشر في جريدة الرياض في 9 محرم 1441هـ¡ بعنوان (خواطر حول مركز الحوار الوطني) وفي المقال خواطر وتساؤلات هدفها المشاركة الإيجابية في دعم كيان وطني جميل يعمل لخدمة وطن أجمل.




http://www.alriyadh.com/1810584]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]