منذ دخولي للمجال الإعلامي قررت عدم الالتفات لأي أصوات صاخبة تتهمني بالتعصب أو حتى لأصوات تمتدحني وتعطيني فوق ما استحق فأنا من يقرر أين أقف وهل حققت النجاح أو لم أحققه ولكن بالتأكيد أن هذه القناعة لا تستطيع تكميم أفواه البعض من المتابعين الذين قد يُلقون على مسماعك بعض الاتهامات بالتعصب والتحيز وغيرها من المفردات التي تطالبك بشكلٍ غير مباشر أن تكون في صفهم وترديد أفكارهم وكأننا في برنامج ما يطلبه المشاهدين.
الخوف من عدمه هو من يحدد قيمتك كشخص قبل أن يحدد قيمتك كإعلامي¡ أما أن تكون مرتبكاً أمام مئات الآراء المختلفة معك فالمنزل يُنادي والابتعاد أفضل لك¡ وهذا لا يعني عدم استماعك أحياناً للآراء¡ فمن**شاور الناس شاركهم في عقولهم¡ ولكن هذا لا يعني الانصياع لكلامهم حتى لا تخسرهم فما أصعب أن تخسر نفسك¡ وهي الخيارة التي لا تُعوض بلا أدنى شك.
ابتسمت حد القهقه عندما هاجمني البعض في إحدى المناسبات ليتهمونني بالتعصب فكانت أول مطالبي لهم مشاهدة حسابهم في تويتر حتى أشاهد أفكارهم التنويرية بل ومشاهدة من يُتابعون من الإعلاميين لأجدهم وأنا غير متفاجئ داعمين ومتابعين بشغف لأرباب التعصب الرياضي في البلاد ممن يوافقونهم في الهوى والميول والفكر فأضحك عندما أتذكر بأن الجمل لا يشاهد إعوجاج رقبته.
دائماً نعم دائماً وليس غالباً ما يتم اتهام الإعلام بالتعصب وهو شريك بلا شك ولكن ماذا عن المدرج¿ أليس المُدرج هو أول من يرفض الإعلامي المُحايد يهاجمه لكونه لا يدافع عن النادي الذي يتشاركان معه تشجيعه.
الأهزوجة المتجاوزة تجاه النجم ياسر القحطاني هل كُتبت في صحيفة أم أنها من بنات أفكار المدرج الذي أخرجها ورددها من دون حياء ليتلقفها المدرج الآخر ويستمر في ترديدها من دون عقوبة من اتحاد القدم¿ كذلك العنصرية المُقيتة تجاه ذلك النادي هل خرجت من صحيفة¿**
أهزوجة الكاف الشهيرة التي تُردد منذ أكثر من 40 عاماً أليست من صناعة المدرج تأليفاً ولحناً وأداءً وسخرية¿ فلماذا تضعون الإعلام شماعة لأفكار أنتم من يُؤسس ويُروج لها¿ كم من العقوبات الانضباطية وقعت على الجماهير ومسؤولي الأندية¿ ما دخل الإعلام وهل الإعلام طالب من المدرج الفلاني رمي القوارير على مدرب ناديه أو تجاه خصومه¡ وهل الإعلام هو من طلب من رؤوساء بعض الأندية الظهور في القنوات لإقامة حفلات الانتقاص والتهجم على بعضهم البعض¿ المواجهة هي الحل للقضاء على التعصب¡ أما أن نبقى في ترديد بأن المشجع عاطفي ولا يجب لومه ونتناسى بأن المجتمع في غالبه اليوم يحمل شهادات عُليا والمسؤولية عليه كبيرة ونتعامل مع المشجع على أنه شخص لا يدرك عواقب ما يفعله**ونترك له "الحبل على الغارب" من دون توجيه أصابع الاتهام له أو إشراكه في القضية¡ فبالتأكيد أننا سنبقى في نفس الدوامة إلى أبد الآبدين.
همسة:
يا كثر حسّادي وأنا قد الحسد واستاهله
شراوي ما يرضى يجي في وضع لا يُحسد عليه




http://www.alriyadh.com/1810884]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]