مرت البشرية في تاريخها الطويل¡ بعديد من المحن والأمراض والأوبئة¡ بعضها لم يهدأ¡ إلا بعد أن لف في ثيابه ملايين الضحايا¡ وأورث الأمم التي زارها الكساد والهموم¡ ورغم التطور الرهيب في الأبحاث العلمية والطبية¡ إلا أن الأمراض والأوبئة¡ لم تتوقف لحظة واحدة¡ عن تغيير أثوابها¡ وفي كل مرة تزداد أعداد الضحايا¡ وتعجز الأدوية والرعاية الطبية¡ عن الحد من الوفيات والخسائر الاقتصادية¡ التي قد لا تفوق الدول منها¡ إلا بعد سنوات وسنوات¡ وفي كل مرة كان الإنسان يعتقد¡ أن بلاده أو ثروته أو علمه¡ سوف تساعده في تخطي المحن¡ والفقد¡ والآلامº لكن لا شيء من ذلك¡ قادر على وقف وباء أو منعه¡ عن اختراق أجساد اعتى الرجال وأقواهمº في لحظة حصدت كرونا¡ رجالاً ونساء كانوا في بلدانهم ملء السمع والبصر¡ وفي هؤلاء الطبيب والمهندس والعالم والوزير ورجل الأعمال¡ فيروس بسيط يموت في لحظة¡ لو سقط على الأرض. مرتعه وبيته في بطن الإنسان¡ يتحرك فيه على راحته¡ حتى يحوله من شخص في كامل الصحة والعافية¡ خلال أيام أو ساعات إلى جثة¡ ممنوع الاقتراب منها! فيروس جديد جعلنا نتحاشى المصافحة والأحضان والجلسات الحميمة¡ ومسك عربة التسوق¡ والجلوس في المقهى¡ وزيارة المرضى¡ فيروس سقط على الأرض ماتº خلق عندنا التوجس والرعب¡ ودفعنا باختيارنا أو بغيره إلى طلب العزلة الاختيارية. دول في قمة التطور والعزة والقوة والهيبة¡ جعلها الفيروس تلملم نفسها وتنعي أبناءها ومنشآتها واقتصادها¡ وتطلب العون من الجميع¡ للحد من خسائرها الصحية والاقتصادية. في عديد من الدول الأوروبية¡ امتلأت الفنادق ودور الرعايا وأخليت عمائر كاملة¡ لتقديم العون لضحايا المرض أو الفيروس الذي لا دواء له. دول شامخة علمياً ومالياً¡ عاجزة عن توفير مضاد لفيروس خرج في غفلة من الجميع. ليست الصين فقط¡ من عانت وتعاني من هذا الفيروسº لكنها هي التي فرطت السبحة لتنشر حباتها في كل مكان¡ دول أوروبا وأمريكا واليابان وأميركا اللاتينية¡ في ورطة مع هذا الفيروس¡ حبات السبحة الصينية¡ استقرت في كل مكان¡ وبدأت وبوتيرة سريعة في التشظي بعد دخول هذا الفيروس.
المملكة¡ ومنذ وقت مبكر استعد المسؤولون فيها للتصدي لهذا المرض¡ منطلقين من خبرات تراكمية طويلة¡ في التعامل مع الأمراض والأوبئة والفيروسات¡ وكانت من الدول القليلة التي تعاملت مع تداعيات هذا الفيروس مبكراً وبجدية تامة¡ فلم يتردد المسؤولون فيها في إغلاق المدارس والجامعات¡ وتقليص أو وقف العمل¡ في عديد من الأجهزة الحكومية والخاصة¡ ووقف الرحلات الدولية¡ وترحيل الراغبين من المواطنين¡ من البلدان التي يتواجدون فيها¡ وتهيئة عشرات المراكز ودور الإيواء للسيطرة على انتشار الوباء¡ ووصلت قمة هذه التحوطات¡ في إيقاف صلاة الجماعة¡ في كافة المساجد والجوامع¡ وفي إيقاف الطواف والسعي¡ كل هذه الجهود ساهمت في عدم تفاقم الحالات¡ كما حصل في عديد من الدول الأوربية والآسيوية.




http://www.alriyadh.com/1811402]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]