أفرزت جائحة وباء كورونا¡ الذي يلف العالم بأكمله¡ تسابقًا من نوع خاص بين الدول نحو إيجاد لقاح لهذا الفيروس¡ الذي لم يترك بلدًا إلا ودق فيه وتدًا. وتسعى الدول لنيل هذا السبق العلمي الكبير. هذا السباق المحموم بين دول الصف الأول جعل منظمة الصحة العالمية تطلب توحيد الجهود للوصول إلى علاج أو لقاح للفيروس¡ ودعا الاتحاد الأوروبي الدول المنضوية تحت لوائه لتوحيد مساعيها مجتمعة.
ولا يغيب عن المشهد العام حرص الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مؤتمره اليومي على أن تكون أميركا صاحبة السبق في إيجاد ترياق الشفاء¡ وهو أفصح غير مرة أن هذا العلاج سيساعد على شفاء المصابين¡ كما سيعود بالنفع اقتصاديًا على أميركا¡ حرصًا منه على تعزيز مكانة بلاده العلمية والطبية.
هذا الوباء وعلى الرغم من آثاره السلبية والوفيات التي خلفها وراءه ولا يزال¡ فإنه كشف الحاجة إلى الاهتمام بمراكز البحث العلمي والطبي¡ وذلك من خلال المؤسسات التعليمية أو المستقلة التي تعنى عادة بهذا النوع من البحوث.
أهمية وجود مراكز البحث العلمي لم تعد ترفًا تسعى إليه الدول¡ وإنما أصبحت حاجة ملحة وضرورة قصوى لجعل الدول في مصاف العالم المتقدم.
في دراسة حديثة أعلن عنها معهد اليونسكو للإحصاء¡ أن أميركا تتصدر الدول في الإنفاق على البحث العلمي¡ تليها الصين ثم اليابان ثم ألمانيا ثم كوريا الجنوبية¡ ثم فرنسا فالهند وبريطانيا والبرازيل¡ وتحتل روسيا المركز العاشر في القائمة التي يمكن أن نسميها القائمة الذهبية.
عربيًاº تأتي المملكة العربية السعودية في صدارة الإنفاق في مجالات البحث العلمي¡ تليها مصر ثم الإمارات¡ وفي المركز الرابع جاءت المغرب فقطر ثم الكويت وتونس وعمان وعاشرًا المملكة الأردنية الهاشمية.
كما أكدت الدراسة أن أربعة بلدان فقط حول العالم تنفق ما يزيد على 100 مليار دولار سنويًا على البحث والتطوير¡ تأتي في مقدمتها أميركا ثم الصين.
هذا الاهتمام من قبل الدول يجعلنا نطرح سؤالًا بدهيًا: أين يقع الاهتمام بمراكز الأبحاث العلمية في اهتمامات الدول العربية وأجنداتها وموازناتها السنوية¿
يبدو أن الإجابة عن هذا السؤال ستتغير بعد وقوف هذه الدول على أهمية البحث العلمي ونتائجه وتفاعله مع ما يحدث في العالم من كوارث طبية وطبيعية واقتصادية واجتماعية¡ وتبدو الحاجة ملحة اليوم للبدء في الاهتمام بالبحوث ومراكزها¡ والعمل على دعم المراكز الحالية في الجامعات¡ إلى جانب تفعيل وظيفة البحث العلمي المتقدم في الجامعات.




http://www.alriyadh.com/1820034]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]