اليوم تجربة العمل عن بعد بسبب الحجر الصحي والقوة القاهرة لعدم القدرة على الذهاب إلى العمل في مقرات المؤسسات سواء حكومية أو خاصة أصبحت الشغل الشاغل للحكومات والشركات¡ ولم تعد مسألة اختيارية بقدر ما أصبحت حاجة ملحة في حالة تعذر الذهاب إلى مقرات العمل بسبب الكوارث والجائحات والظروف الخاصة.. وكما يبدو هناك جدل يحدث الآن ما بين المؤيدين والمعارضين حول التحديات والإيجابيات والسلبيات لمثل هذا النوع من العمل.. وقد تناولت في الآونة الأخيرة الكثير من الدراسات الآثار الاجتماعية والصحية والنفسية والاقتصادية والأمنية للعمل عن بعد وخلصت إلى توصيات في غاية الأهمية¡ يفضل الاطلاع عليها قبل استخدام هذه الوسيلة في العمل.
تقول جمعية الإدارة الأميركية: إن المنظمات التي طبقت برامج العمل عن بعد حققت انخفاضًا بنسبة 63 % في حالات الغياب غير المجدولة.**وتفيد شركة آي بي إم أن مخصصات العمل عن بعد قد خفضت 50 مليون دولار من تكاليف العقارات¡ لأن المزيد من الموظفين الذين يعملون من المنزل قللوا من مساحة المكاتب المطلوبة.. لكن تكنولوجيا العمل عن بعد لا**تضمن**الإنتاجية من كل موظف خارج الموقع¡ فقد**وجدت دراسة حديثة وجود صلة واضحة بين سمات شخصية معينة والعاملين عن بعد فيما يتعلق بـ"السرقة السيبرانية" - وهو مصطلح يستخدم لوصف ممارسة استخدام الإنترنت لأغراض غير العمل أثناء وقت العمل الخاص بالمؤسسة.. وقد وجد أن البعض ضيع ساعات العمل التي يأخذ عليها الراتب في مشاهدة مقاطع فيديو اليوتيوب والتسوق على أمازون ومواقع التواصل في الوقت الذي لا توجد فيه رقابة من المشرفين بشكل مباشر عليه لأنه بعيد عن أعينهم.. وتوقع الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الشخصية سيواجهون صعوبات في التركيز والردع وتجنب الانحرافات مما يجعلهم أكثر عرضة للسرقة السيبرانية.**
خبراء علم النفس الصناعي والمهني يرون أن بعض الموظفين قد يحتاجون للعمل عن بعد حسب طبيعة عملهم كالموظفين الذين تتطلب وظائفهم تركيزًا أو حلًا كبيرًا للمشكلات¡ فقد يحتاجون إلى وقت مركّز للتفكير بعمق في المهمة قيد التنفيذ¡ وقد يشتتهم العمل في مكتب مشترك مليء بالمقاطعات المحتملة.. وحتى في إطار دور معين¡ قد تكون بعض الواجبات مناسبة تمامًا للعمل عن بُعد¡ مثلما يؤدي البعض الآخر أداء مهام محددة ككتابة تقارير أو مقالات من مكتب منزلي¡ لكن المهام الحساسة بين الأشخاص التي قد تنطوي على التواصل غير اللفظي¡ على سبيل المثال إجراء مراجعة ربع سنوية للأداء مع أحد المرؤوسين فإن هناك ميلاً لأن تكون أكثر سلاسة عند التعامل معها وجهاً لوجه.
على العموم كما يبدو أن ثقافة العمل الجديدة ستجذب البعض إلى المكان الذي يريدون العيش فيه بدلاً من المكان الذي يجب أن يعيشوا فيه.




http://www.alriyadh.com/1824807]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]