لأول مرة منذ مارس الماضي يرتفع سعر النفط إلى 40.08 دولار للبرميل. وهذ السعر لم يأتي من تلقاء نفسه¡ وإنما نتيجة الاتفاق الذي توصلت اليه ليس فقط أوبك+¡ وإنما كافة مجموعة العشرين والدول المنتجة للطاقة من داخل وخارج الأوبك¡ بما فيهم الولايات المتحدة. وربما يكون لهذه الأخيرة الفضل الكبير في توصل الدول المنتجة للطاقة إلى اتفاق في أبريل الماضي¡ يتم بموجبه تقليص أنتاج الطاقة في العالم بما يصل إلى 20 مليون برميل في اليوم تتحمل مجموعة أوبك+ نصفه تقريباً 9.7 مليون برميل يومياً في مايو - يونيو¡ و 7.7 مليون في النصف الثاني من العام و 5.8 مليون حتى نهاية أبريل 2022.
ولذلك¡ فإن ارتفاع أسعار النفط إلى 40 دولار¡ ريما يعتبره بعض المنتجين¡ أن الوقت قد حان لزيادة الإنتاج- وعلى رأسهم تأتي روسيا المتحمسة لزيادة انتاجها في النصف الثاني من العام. أما الولايات المتحدة¡ فإنها تحتكم إلى آلية السوق لزيادة الإنتاج أو تخفيضه. ولذلك¡ فإن ارتفاع أسعار النفط¡ ريما تشجع منتجي الغاز الصخري على زيادة انتاجهم- وذلك على عكس أوبك+.
وأنا تطرقت أكثر من مرة¡ إلى أن أوبك+¡ لا يمكنها وحدها دعم الاستقرار في سوق الطاقة العالمي¡ طالما أن هناك منتجين كبار من خارجها مثل الولايات المتحدة. فآلية الحصص التي يتم الاتفاق عليها دخل أوبك+ لا تؤدي دائماً إلى توازن السوق. فمثلاً عندما يقررون تقليص الإنتاج¡ فإن أسعار الطاقة ترتفع. وهذا يؤدي إلى زيادة نشاط منتجي الغاز الصخري وحقول النفط مرتفعة التكلفة. وعليه¡ فإن ما يسحبه الطرف الأول من السوق يحل محله ما ينتجه الطرف الثاني. فتقليص أوبك+ للإنتاج¡ والحالة تلك¡ لا يؤدي إلى تقليص عرض الطاقة في السوق¡ وإنما الى حلول نوع من الطاقة مكان أخر.
إن وجود آليتان مختلفتان لتحديد حصص انتاج الطاقة في العالم يؤدي إلى عدم استقرار سوق الطاقة. فهناك بلدان منتجة تتحكم فيها الدولة وليس السوق بقرار الإنتاج كما هو حال بلدان أوبك+. وهذا يعود إلى امتلاك الدولة للشركات المنتجة للنفط- أو مساهمتها فيها بنسبة كبيرة. في حين أن هناك منتجين للطاقة تحكمهم آلية السوق مثل أمريكا- لأن شركات الطاقة فيها خاصة وليست عامة. وضمن هذه الآلية تصبح أوبك+ بمثابة حصان طروادة غير المرئي الذي تؤدي قرارتها إلى كسب منافسها للمعركة.
ولهذا¡ فإن عدم الاستقرار في سوق الطاقة سوف يستمر مالم يتم إيجاد آلية¡ على غرار ما حدث في أبريل الماضي¡ تحدد من خلالها حصص كافة المنتجين.




http://www.alriyadh.com/1824854]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]